عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 08 - 2012, 09:48 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى التطويبات

طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون

القديس يوحنا الذهبي الفم
إن طريق إظهار الرحمة متعدد الوجوه والوصية هنا لا حدود لها، وإن بدت كنوع من الجزاء المتكافيء " من يَرحم يُرحم " ، لكن في الحقيقة الجزاء أعظم بكثير وبما لايقارن من عمل الصلاح الذي يؤديه هؤلاء الرحماء، لأنهم وإن يظهرون رحمة بشرية لكنهم سيُرحمون من رب البرايا، وما من تماثل بين رحمة الله ورحمة الإنسان ولا مقارنة بينهما.

القديس أوغسطين
تعامل بالرحمة مع الآخرين يتعامل الله بها معك، فقد تكون أنت في يُسر من جهة الأمور الزمنية وفي عسر من جهة الأمور الأبدية، فمن يطلب منك رحمة يكون متسولاً، وانت متسول وكلاكما على باب الله، له توسله ولك توسلك، كما تعامل قارع بابك يعاملك الله وأنت قارع بابه. أنت جائع وشبعان معاً، فأشبع الجوعان من شبعك حتى يُشبع جوعك بالشبع الإلهي .

القديس غريغوريوس النيصي
الشفقة هي المودة الحارة الممزوجة بالألم حيال شدائد وضيقات الآخرين، وإن مشاركة الآخرين في أفراحهم هو تفاعل كل الناس، لكن المشاركة في بؤس الآخرين هو الصفة المميزة لأولئك الذين يضطرمون بالمحبة الحقيقية. إن أعظم الفضائل هي المحبة، وأما الرحمة فهي فيض المحبة زدليل وجودها، ومن يحفظ نفسه بهذه الحالة فهو ينال أعظم التطويب لأنه بها يبلغ غاية الكمال. وينبغي ألا يُنظر إلى هذه الوصية بشكل مادي، فمن لم يتمكن أن يمنح إحساناً لضيق المعيشة ليس أدنى منزلة في حياته الداخلية ممن تمكن أن يعبر عن عطفه بالأعمال الظاهرة، إذ تُكتشف المحبة في النية.
  رد مع اقتباس