طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون
القديس يوحنا الذهبي الفم
بين لنا الرب سمات الرحمة التي يجب أن نتحلى بها، إنه يطوّب مجرد من يطلبون البر وهم جياع وعطاش له، مؤكداً بذلك الحرارة والغيرة اللتين ينبغي علينا أن نتصف بهما إذا كنا نسعى حقاً لاقتناء هذه الفضيلة. الرب لا يريد لنا أن نجوع ونعطش لتكديس ثروات بل لاقتناء الفضيلة.
القديس غريغوريوس النيصي
عندما يتكلم الرب عن البر والتقوى إنما يقصد ذاته المزمع أن يقدمها ويعطيها لنفوس سامعيه الجائعة، فهو من صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة ( 1كور1: 30 ) .. من عطش وجاع إلى الرب يأتي الروح القدس فيهيء ذاته ليتمم الوعد الإلهي " أبي وأنا نأتي إليه ونقيم فيه مسكناً " ( يو14: 23 ). فإذا جعنا إلى برّ الله حقيقة فسنُشبَع منه في المسيح يسوع الذي يدوم مجده إلى أبد الدهور.
القديس أوغسطين
إذا عولج الجرح بدواء مناسب وشفي لا يعود صاحبه يعاني بعد من الألم، وإن الجوع لا يعالج بالطعام لأنه يسد الرمق إلى حين فقط، ويظل جرح الضعف البشري بلا علاج ولا شفاء. فهلموا بنا نجوع ونعطش إلى البر حتى نشبع بذلك البر الذي نجوع ونعطش إليه. وحينما نشبع يعني أننا سنكون مع من نعطش ونجوع إليه . قال الرب " أنا هو خبز الحياة النازل من السماء " وَ " من يشرب من الماء الذي أنا أعطيه لن يعطش أبداً " .