طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض
القديس يوحنا الذهبي الفم
يحثّنا الرب بحافز العطايا والنعم في الدهر الحاضر أيضاً لأن غالبية سامعيه يطلبون عطايا هذا الدهر قبل عطايا الدهر الآتي. وهكذا يمزج الرب الأمور الروحية بالمحسوسات. فالرب يعد افنسان الوديع بأنه لن يفقد ما يمتلكه بسبب وداعته – كما يعتقد البعض – إلا أن كلامه لا يحصر الجزاء في حدود الأمور الزمنية بل يتجاوزها إلى الأمور الروحية، ويحثنا أولاً على طلب الملكوت وبقية الأشياء كلها تُزاد للمؤمن ( مت6: 33 ، 19: 29 ).
القديس غريغوريوس النيصي
الوداعة الإنجيلية هي الهدوء الثابت المتبصّر وهي مضادة لعنف الإنفعال السريع، وهي طريق صاعد نحو العلاء عكس الطبيعة الطائشة التي تندفع إلى الأسفل بسبب ثقلها. وإرادة الواحد منا يمكن ان تتخذ بمحض إرادتها أحد اتجاهين: الاتزان وضبط النفس، أو التطرف وعدم الانضباط. وهكذا يمكن للطبيعة البشرية ان تختار بين اتجاهين متضادين: إما الغضب أو الوداعة، إما الكبرياء أو التواضع، إما الحسد او محبة الآخرين، إما الكراهية أو الكرم الذي ينم عن سخاء النفس والسلام الداخلي. التواضع قرين بالوداعة ومن أغلق الباب أمام الكبرياء لن يجد الغضب سبيله للدخول، وحينما ينتفي الغضب تعرف الحياة الراحة والسلام الداخلي.