عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 12 - 2022, 03:24 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,350,277

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق


الثبات في المسيح يتطلب منك...



كان ثبات القديس إسطفانوس ساعة استشهاده أمر مذهل يصعب إدراكه بالمقاييس البشرية. لقد ركع القديس ليصلي، بينما كان عشرات أو مئات الجاحدين الغاضبين يقذفونه بالأحجار من كل جانب. ومن العجيب أن القديس أصرَّ وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة على الركوع على ركبتيه (كما تعود من قبل) ليعطي الله المجد والكرامة اللائقة به، ثم صلى مستودعًا روحه الطاهرة بين يدي الله، كقوله: "ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ" (أع 7: 60). لم يكن اهتمام القديس مركزًا على آلامه، أو على ما سيحدث له جراء هذه الأحجار المندفعة نحوه بقوة.. ولم يبدو عليه أي مظهر للغيظ من هؤلاء الظالمين المحيطين به، ولكنه طلب لهم غفرانًا، ولكن ما هو سر ثبات القديس إسطفانوس؟!

إن سر ثبات القديس هو الرب الذي وعد، قائلًا: "... بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ" (1بط 5: 10). لقد انفتحت السماء، لتكشف لنا سر ثبات الشهيد العظيم، وهو رؤية الشهيد للرب يسوع المسيح، واقفًا عن يمين الآب كما ذكر سفر الأعمال، ومن الملاحظ أن الرب الذي صعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب، قد ظهر هذه المرة واقفًا، لأن الوقوف؛ يشير لعمله واهتمامه بتثبيت حبيبه القديس إسطفانوس الشهيد. لقد كان لهذه الرؤيا قوة وفاعلية عظيمة في ثبات القديس.



وقد وعد الرب، أن يَثبُتُ في المُخلِصين الذين يثبتون فيه، وأعطى مثالًا لذلك بغصن الكرمة، قائلًا: "اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ" (يو15: 4).

القارئ العزيز... إن الثبات في الرب يتحقق بالجهاد لتكوين علاقة حية قوية مع الله، وأيضًا بالجهاد في حفظ الوصايا، وهو أمر لا يمكن أن يؤجل لوقت الضيق، لأن الرب أمرنا بالسهر والاستعداد الدائم.

ثق يا أخي أن الرب لن ينسى أولئك الذين تعلقوا به، وجاهدوا ليثبتوا في حفظ وصاياه، كقوله: "لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ" (رؤ 3: 10).
  رد مع اقتباس