عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 12 - 2022, 11:53 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

البارَّ بالإيمان يحيا


أظهر معلمنا بولس الرسول أهمية الإيمان في إرضاء الله، قائلًا: "وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ..." (عب 11: 6) وأكد أن ذلك هو أسلوب حياة أولاد الله القديسين، بقوله: "وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا" (غل 3: 11). ولكن قد يتساءل البعض كيف أحيا بالإيمان؟!

إن الإيمان قبل كل شيء هو الإيمان بشخص الله، لأنه هو الحق الذي ليس فيه كذبٍ على الإطلاق، ويجب أن يصدقه كل بشر دون تردد. وهو أيضًا الحياة، وهو واهبها، لأن من يتبعه سينال الحياة الأبدية. لقد أكد الرب يسوع المسيح هذا المفهوم، قائلًا: "... أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ..." (يو 14: 6).

إن البعض قد يَقصرُ مفهوم الحياة بالإيمان على بعض الجوانب، كتصديق مواعيد الله الثمينة التي وعدنا بها الله، أو على الإيمان بالحقائق الإيمانية عن لاهوت الله أو قدرته على النجدة وقت الشدة، وكل هذا طبعًا صحيح، ولازم جدًا، لأنه أساس إيماننا بالله...



ولكن هناك جانب آخر قد يغفله البعض، وهو الإيمان بالحياة التي تتحقق كثمرة لتنفيذ وصايا الله، والتي سبق الله، وسلمها لنا. إن كل وصية، نطق بها الرب على فم أنبيائه القديسين، أو تكلم بها الرب يسوع، أو وضعها على فم رسله القديسين هي كالبذرة الحية، التي تحمل حياة داخلها. وأيضًا كل وصية هي حقيقة إلهية تحمل في داخلها منهج يؤدي بمن يسلك بها إلى الحياة الأبدية. لقد أكد معلمنا بولس الرسول هذا المفهوم عندما شبه كلمة الله بالخبر الصادق، الذي ينبغي تصديقه وطاعته، قائلًا: "لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟". إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ" (رو 10: 16، 17).

ولكن كيف يحيا المؤمن الوصية الإلهية؟ دون أن يدرس كلمة الله، ويتعمق في فهم معانيها، ويتضرع لله طالبًا أن يعينه لكي يطبقها في حياته، ويحاسب نفسه عندما يقصر في العمل على ضوئها؟!

إنها خطوات لازمة، لكي يحيا البار بالإيمان أي بكلمة الله. لأن ذلك هو التعبير الصادق الحقيقي عن الإيمان بالله، وأيضًا عن حب الله، كقول الرب يسوع: "... إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا" (يو14: 23).

  رد مع اقتباس