الموضوع
:
الله الحنون في تأديبه
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
18 - 12 - 2022, 11:50 AM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,313,164
الله الحنون في تأديبه
الله الحنون في تأديبه
اغتمّ يونان غمًّا شديدًا عندما تاب أهل نينوى فخرج خارج المدينة منتظرًا لعل الله يحرق المدينة، ولكن الله أعدّ له يقطينة لتظلل على رأسه، فيخلصه من غمّه،، كقوله: "فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا" (يون 4: 6).
إنني أتعجب كثيرًا من اهتمام الله بيونان النبي، وهو في حالة غَيّظ، واعتراض على مشيئته، فصبر الله وطول أناته على يونان يكشف عن حبه الفائق الذي يُقَدِّر ضعف أولاده، فبينما هم يُخطِئون يعاملهم الله برفق عظيم. إن الله لا يرفض أولاده المؤمنين به، إلاَّ لسببٍ واحد وهو عنادهم، لأن عدم التوبة، ومعاندة الله هي أعظم الخطايا، كقول صموئيل النبي لشاول الملك: "لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ" (1صم 15: 23).
لقد شمل الله قايين بحب لا يوصف. فقد حذره أولًا قبل قتله لأخيه، ووعده أيضًا برفعةٍ إن أحسن التصرف، كقوله له: "إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا" (تك 4: 7). لم يترك الله قايين مضطربًا وخائفًا من أن يُقتل، لكنه أعطاه علامة، لكي لا يقتل، إذا تمسك بها.
إن الله يؤدب أبناءه حبًا فيهم، كما أدب يونان، وهو يحفظهم، ولا يأمر بهلاكهم.. هو لا يصب عليهم نقمته ليفنيهم عند أول خطأ، لأنه يعلم أن خطاياهم قد تكون عن جهل أو ضعف، وليست عن عناد.
وتختلف ضربات التأديب التي تصيب أولاد الله عن تلك التي تصيب الأشرار المعاندين، لأن الأولى يتبعها مراحم الله، وهي ستثمر حتمًا في شفائهم من ضعفاتهم، كقول الكتاب: "فِي الْمُسْتَقْبِلِ يَتَأَصَّلُ يَعْقُوبُ. يُزْهِرُ وَيُفْرِعُ إِسْرَائِيلُ، وَيَمْلأُونَ وَجْهَ الْمَسْكُونَةِ ثِمَارًا. هَلْ ضَرَبَهُ كَضَرْبَةِ ضَارِبِيهِ، أَوْ قُتِلَ كَقَتْلِ قَتْلاَهُ؟" (إش 27: 6، 7).
أما الضربات الموجهة للأشرار المعاندين فهي شديدة، لأن الغرض منها إظهار ضعفهم أمام قوة الله، وأيضًا استحقاقهم للدينونة، كقول الكتاب: "الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ" (إش 42: 13).
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem