عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 12 - 2022, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق

كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق

العذراء الأَمَةُ والخادمةُ




كثيرون يظهرون استعدادهم للخدمة، بقولهم لغيرهم: "مُرني أنا خدَّامك"، ولكنهم في غالب الظن قد لا يقصدون ما يقولون، لأن مثل هذه التعبيرات قد يرددونها على سبيل المجاملة.
أما العذراء فقد أجابت الملاك جبرائيل الذي أتاها بالبشارة المباركة، قائلة: "...هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ.." (لو1: 38). لقد عبرت العذراء عن منهج الحياة الذي تحيا به، وهو الاستعداد الدائم لطاعة الله كخادمة، أو كعبدة.
كانت أليصابات الحبلى في شيخوختها في حاجة ماسة لمحبتها، فقامت سريعًا لتضع نفسها كخادمة مطيعة بين يديها، كقول الكتاب: "فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا" (لو 1: 39). إن قول الكتاب: "ذهبت بسرعة" يؤكد استعدادها للخدمة، لأن مَن يخدم على سبيل أداء الواجب دون أن تدفعه المحبة، لا يوجد ما يجبره على الاستعجال، أو الشوق لتقديم الخدمة، فالمهم عنده أن يتمم العمل شكلًا.
في عرس قانا الجليل عَلِمت العذراء القديسة أن الخمر فرغ، وهذا يؤكد أنها لم تكن تجلس كزائرة أو ضيفة، لكنها كانت تخدم بالداخل مع أهل العروسين، ذهبت القديسة تشفع في أهل العرس أمام الرب، دون أن يطلب منها أحد ذلك؛ فأعطاها الرب اشتياق قلبها، وحَوّلَ الماء إلى خمر.
لقد رفض الرب المفهوم العالمي القائل: أنَّ العظيمَ هو الذي يُخْدَم، وأنَّ مَن يَخَدِم هو الأقل كرامة، بقوله: "أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يو 13: 13- 15). إن الخدمة عمل عظيم لأن فيها بناء لنفوس الآخرين، إنها أصدق تعبير عن المحبة، التي قال عنها الكتاب: "... الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي" (1كو 8: 1). وإن كان الله محبة فهو قد جاء إذًا ليَخدم.
القارئ العزيز... العذراء الخادمة هي أم ملك الملوك ورب الأرباب، التي عَلت عن الأرضيين والسمائيين، لأنها حفظت أمر الرَّبِّ، القائل: "وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (مت 20: 27، 28). ولكن لا تنس أنه لا توجد خدمة بدون تعب واتضاع وبذل، وهكذا من خلال خدمة الآخرين يمكنك أن تجذب الكثيرين لله كأمك العذراء خادمة سر التجسد الإلهي، التي جاز في نفسها سيف الآلام من أجل ابنها الحبيب، الذي قدم نفسه فدية عن الكثيرين.


  رد مع اقتباس