الموضوع
:
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق
عرض مشاركة واحدة
17 - 12 - 2022, 12:19 PM
رقم المشاركة : (
2
)
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,315,855
رد: كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق
فخر العذراء القديسة
دخل الملاك جبرائيل إلى العذراء مريم وحياها، بقوله:
"... سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ
" (لو 1: 28) ثم بشرها بتجسد ابن الله منها، فأعلنت العذراء العفيفة قبولها البشرى الإلهية، بقولها:
"... هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ..."
(لو1: 38). انصرف الملاك من عندها، بعدما بشرها بالحبل الإلهي (بدون زرع بشر)، دون أن تطلب منه كشف السرَّ ليوسف النجار خطيبها. تركت الأمر لله، فقد كانت تعلم أن الله قادر أن يدبر الأمر بالطريقة المناسبة، وفي الوقت المناسب.
لقد آمنت العذراء القديسة في قدرة الله أكثر من حكمة البشر، التي تشير بوجوب كشف السرَّ ليوسف النجار لتجنب وقوعه في الشك، ولم تُخبر العذراء يوسف بالأمر، حتى كشفه الله له في حلم.
يعتز الكثيرون، ويفتخرون بإمكانياتهم المادية، أو بمركزهم الاجتماعي، أو بمواهبهم، أو،... أو،... ولكن الخطر الشديد الذي يهدد أمثال هؤلاء هو اتكالهم على ما لهم من ذكاء أو قدرة، بدلًا من الاتكال على الرب، كقوله : "
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ... مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ"
(إر17: 5-7). إن الإنسان الحكيم هو الذي يفتخر بالله، ولا يثق في قدراته، ولا يتكل على ذاته، لأن قدراته لا تقدر أن تخلصه وقت الشدة. لقد تعلمت العذراء العفيفة أن تتكل، وتفتخر بالله بحسب وصية إرميا النبي، القائل: "
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلًا فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ
" (إر9: 23- 24).
عرفت العذراء عظمة الله ورحمته، واتكلت عليه باعتزاز وفخر، لذلك أجابت على مديح أليصابات لها بإعلان افتخارها بالله، قائلة:
"... تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ
..." (لو1: 46- 48).
القارئ العزيز... اطلب باجتهاد أن يكشف الله عن عينيك، فيظهر لك عظمة قوته وشدة محبته لك، ومقدار رحمته الفائقة نحوك، حينئذ ستفتخر به على الدوام، كما افتخرت به العذراء القديسة، وكما افتخر به أيضًا الرسول بولس، الذي قال باعتزاز: "
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ *بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ"
(أف2: 4- 5).
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem