ح. لا محدودية الله : الله غير محدود، والإنسان محدود. لكن لأن الإنسان على صورة الله فلن يشبعه سوى الله غير المحدود، أما العالم المحدود فلن يشبع أحد، وهذا ما جربه سليمان الملك وقال أن العالم باطل وفسرها بأنه قبض الريح أي مهما امتلكت فأنت لم تمتلك شيئا (راجع سفر الجامعة). وهذا ما جربه سليمان فالمال زاد أيامه جدا لكنه رفع الضرائب على الشعب وأتعب شعبه، وأكثر من نسائه ولم يشبع من زيادة هذا أو ذاك. فالله وحده هو الذي يشبع الإنسان (يرجى مراجعة مقدمة الإصحاح السادس من إنجيل يوحنا لترى معنى الشبع الكامل). لن يشبع الإنسان سوى الله، وهذا ما نتذوق عربونه هنا ويكمل في السماء حيث نفهم تماما قول بولس الرسول " لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله " (أف3 : 19). وهذه شبهوها بأن الدائرة لا يملأها أى شكل من الأشكال سوى دائرة مثلها. والدائرة ترمز للانهائية فهي بلا بداية وبلا نهاية. ط. الله أزلى : فهل الإنسان أزلى هو الآخر ؟! قطعا الإنسان ليس أزليًا ، ولكن لنسمع ما قيل في (يو13 : 1) " أما يسوع....إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى " فقول الكتاب أن يسوع كان قد أحب خاصته يجعلنا نتساءل منذ متى بدأ هذا الحب ؟ فلو قلنا أن الله بدأت محبته للبشر منذ أن خلقهم فنحن بهذا ننسب لله أنه متغير إذ كان لا يحب أحدا ، ثم بدأ يحب الإنسان بعد أن خلقه ....حاشا . إذًا.. كان.. هذه تشير لمحبة الله الأزلية للإنسان . لقد كنّا في عقل الله أزليًا ، ولما جاء ملء الزمان وبعد أن أَعَّد لنا الله الأرض لنمشى عليها، بل أعد لنا كل ما نحتاجه للحياة بفرح ، خلقنا. الله أحبنا لذلك خلقنا.