الموضوع: اخطاء اللسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 08 - 2012, 12:03 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخطاء اللسان

حقاً إن خطايا اللسان ليست عقيمة. فما أكثر أولادها

ما أكثر الخطايا التي تلدها خطية اللسان عند الذين يسمعونها!

وإن كانت خطية لسانك - التي ألقيتها في خطبة أو محاضرة - قد أُخذت عنك ونشرت وطُبعت في مقال أو كتاب. وقرأها آلاف من الناس. وتأثر بعضهم بها. فما مدي مسئوليتك عن ذلك أمام الله. وأمام المجتمع وأمام الناس؟!

إن الكلمة مسئولية. سواء سُمعت أو كُتبت..

وسعيد من يشعر بهذه المسئولية. ويقدرها حق قدرها.

***

من خطورة خطية اللسان. أنها ليست قاصرة علي اللسان. بل هي أولاً خطية قلب. عبرت علي العقل. ووصلت إلي اللسان.

خطية قلب وفكر

قد يغضب انسان. ويتكلم لسانه أثناء غضبه بألفاظ شديدة وغير لائقة. ومع ذلك يدافع عنه أصدقاؤه. معتذرين بأن أخطاء لسانه غير مقصودة. وأنه علي الرغم من ذلك قلبه أبيض!!

كلا. هذه مغالطة. وعذر غير منطقي. لأن القلب الأبيض. ألفاظه بيضاء مثله. وإنما من فيض القلب يتكلم اللسان

***

اذن الألفاظ الخاطئة. تدل علي وجود نفس الأخطاء داخل القلب. فخطية اللسان اذن هي خطية مركبة: خطية لسان. وخطية قلب وفكر..

الألفاظ القاسية تدل علي قلب قاسي. والألفاظ المتعجرفة تدل علي قلب متعجرف. والألفاظ المستهترة تدل علي قلب مستهتر. والألفاظ الحاقدة تدل علي قلب حاقد. وهكذا في باقي الأخطاء..ويشترك العقل في كل هذا. فهو الذي انتقي للسان الألفاظ التي نطق بها. فالعقل يشترك مع القلب واللسان في أخطائهما.

فالذي يريد أن يصلح أخطاء لسانه ويتخلص منها. عليه أن يصلح قلبه أولاً وأسلوب تفكيره. فيصلح اللسان تلقائيا

***

خطية ثانية أو ثالثة

خطية اللسان - حسب الترتيب الزمني - غالباً ما تكون الخطية الثانية أو الثالثة. ويندر أو يستحيل أن تكون الأولي

خطية اللسان غالباً ما تكون خطية ابنة. لخطية أم:

فالكذب - مثلاً - هو خطية يغطي بها الانسان خطية أخري قد ارتكبها. أو خطية يريد أن يرتكبها. وفي حالة التغطية يرتبط بها الخوف. وفي الحالة الثانية ترتبط بها الشهوة.

وهكذا من نتيجة الخطية التي يراد اخفاؤها. مرتبطة بخطية الخوف. تتولد خطية الكذب. فتكون الثالثة في الترتيب..

ومن جهة النرفزة :

الألفاظ القاسية أو الجارحة التي يقولها الانسان في غضبه ونرفزته. لم تصدر عن فراغ. إنما قد وُلدت من خطية أو من خطايا أخري. فالتمركز حول الذات الEgo وكرامتها أو مصلحتها. مع خطية عدم الاحتمال. وخطية القسوة مع عدم محبة أو احترام الشخص الذي وجهت اليه تلك الألفاظ القاسية.. من هذه الخطايا الأربع. وُلدت خطية النرفزة. والكلام الجارح. فتكون اذن هي الخطية الخامسة حسب الترتيب الزمني.

***

فالذي يريد أن يصلح لسانه من ألفاظ الغضب والنرفزة والكلام الجارح. عليه أن يعالج قلبه أولاً من الخطايا الأربع السابقة لخطية اللسان.

أما إذا أراد أن يبرر نفسه في غضبه وفي ألفاظه الجارحة. فإن الكلام الذي يلفظه لسانه لتغطية أخطاء ألفاظه. انما هو يشكل خطية سادسة في الترتيب. ذلك لأن تبرير الذات. إنما يغطيها ولا يصلحها.. فالمفروض في الانسان الروحي الذي يهدف إلي اصلاح ذاته وسربلتها بالفضائل. يجب عليه أن يدين ذاته. ويتعرف علي أخطائها. لكي يعمل علي تخليصها منها..

بنفس الوضع. إن فحصنا جميع خطايا اللسان. سنجدها كلها خطايا مركبة: يتضح بتحليلها أنها تشتمل علي عدد من الخطايا.

***

علاج

* اشعر بخطورة خطايا اللسان. وخطورة نتائجها. واحرص دائماً علي انك لا تخطئ بلسانك مهما كانت الأسباب.

* تدرب أن تترك الألفاظ غير اللائقة التي تعودت أن تقولها

* حاول أن تحترم الكل. وبخاصة من هم أقل منك. وأن تعاملهم بلطف. ولا تظن أن مركزك الكبير يسمح لك بإهانة من هم أقل منك

* هنا واذكر بعض أبيات شعر قلتها منذ خمسين عاماً في تأبين رجل فاضل:

يا قويا ليس في طبعه عنفُ ووديعاً ليس في ذاته ضعفُ

يا نبيلاً كلما عوديت كم كنت تنسي الشر للجاني وتعفو

يا حكيماً أدّب الناس وفي زجره حبى. وفي صوته عطفُ

لك أسلوب نزيه طاهرى ولسان أبيضُ الألفاظ عفُّ

لم تنل بالذم إنساناً ولم تذكر السوء إذا ما حلّ وصفُ

إنما بالحب والتشجيع قد تصلح الأعوجَ. والأكدر يصفو
  رد مع اقتباس