عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 09 - 2022, 09:53 AM   رقم المشاركة : ( 88345 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عتاب إلهي مع الشعب:

لقد قبل الله شفاعة خادمه موسى، وأكد له أنه يبقى أمينًا بالرغم من عدم أمانة الناس، إذ يقول له: "اذهب إصعد من هنا أنت والشعب الذي أصعدته من أرض مصر إلى الأرض التي حلفت لإبراهيم وإسحق ويعقوب قائلًا لنسلك أعطيها" [1]. إنه يحقق وعوده حسبما تعهد مع آبائهم، لكنه يغيِّر طريقة تحقيقها، إذ نلاحظ في حديثه:
أ. لا زال يحمل ألمًا من جهة هذا الشعب، فلا يدعوه "شعبي" ولا يتحدث بلغة الصداقة الأولى... ربما لكي لا يستسهل الشعب الخطية، ويستغل محبة الله ومراحمه.
ب. لا يعود يحلّ في وسطهم بنفسه، إذ يقول: "وأنا أرسل أمامك ملاكًا... فإني لا أصعد في وسطك لأنك شعب صلب الرقبة، لئلا أفنيك في الطريق" [3]. أنه يرسل "ملاكًا" للدفاع عنهم ومساندتهم مع إرشادهم، وهذا غير الملاك الذي تحدث عنه في الأصحاح الثالث والعشرون الذي هو الأقنوم الثاني إذ يقول "لأن اسمي فيه" (23: 21). فإن الله قد انسحب من وسط الشعب، لأنه أي شركة بين الله والإنسان صلب الرقبة (3: 5). الله لا يقبل ولا يمكن أن تتحق الشركة هكذا، والإنسان أيضًا لا يحتمل، إذ يقول: "قل لبني إسرائيل أنتم شعب صلب الرقبة؛ إن صعدت لحظة واحد في وسطكم أفنيكم" [5]؛ وكأنه من رحمة الله عليهم ألاَّ يصعد في وسطهم وهم بعد في خطيتهم!
ج. فتح الرب باب الرجاء أمام موسى والشعب بحديثه عن التوبة قائلًا: "ولكن الآن أخلع زينتك عنك فأعلم ماذا أصنع بك" [5]، وكأنه يقول لهم: اخلعوا اتكالكم على ذواتكم، واتركوا شهوات جسدكم واعطوني فرصة للعمل في وسطكم!