عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17 - 05 - 2012, 10:46 PM
الصورة الرمزية نبع الحنان
نبع الحنان نبع الحنان غير متواجد حالياً
نشط جداً | الفرح المسيحى
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: مصر
المشاركات: 119
افتراضي

الحزء الثانى
6 - هوشع

وهوشع النبي الذي عاش سنة 700 ق.م تنبأ عن العصر الذي يبطل فيه الذبائح الدموية من بني إسرائيل (هو 3: 4).

وتنبأ عن الفداء الذي سيعمله المسيح وبه ينتصر المؤمنون على الموت فقال «مِنْ يَدِ ٱلْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ ٱلْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (هو 13: 14).
وتنبأ في صراحة تامة عن موت المسيح وقيامته المجيدة في اليوم الثالث. وبين أن موته سيكون نيابة عنا ولذلك سنحسب أمواتاً معه وأحياء معه فقال: «يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ

(هو 6: 2).
وأكد أن هذا الذي يقيمنا ويحيينا هو الذي يشرق كنور العالم ويفيض كماء الحياة فقال: «لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ ٱلرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَٱلْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَٱلْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي ٱلأَرْضَ» (هو 6: 3).
وبولس الرسول أشار إلى قيامة المسيح في اليوم الثالث مستشهداً بهذه النبوة المكتوبة (1 كو 15: 4).

7 - زكريا




وزكريا النبي الذي عاش سنة 500 ق م تنبأ عن المسيح متتبعاً إياه بعين النبوة في كل أسبوع آلامه. فتنبأ عن دخوله أورشليم راكباً على جحش ابن أتان فقال: «اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ، ٱهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ» (زك 9: 9).
وتنبأ عن دم العهد الذي رسمه في ليلة تسليمه لليهود فقال: «وَأَنْتِ أَيْضاً فَإِنِّي بِدَمِ عَهْدِكِ قَدْ أَطْلَقْتُ أَسْرَاكِ» (زك 9: 11).
ويوافق هذا ما قاله المسيح وهو يوزع كأس البركة لتلاميذه: «هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا» (مت 26: 28).
وتنبأ عن بيع يهوذا له بثلاثين من الفضة وطرحه إياها في الهيكل فقال: «فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: أَلْقِهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ، ٱلثَّمَنَ ٱلْكَرِيمَ ٱلَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ ٱلثَّلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ» (زك 11: 13).
وتنبأ عن صلبه بيد أمته فقال: «مَا هَذِهِ ٱلْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ ٱلَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي» (زك 13: 6).
وتنبأ عن طعنه ببة بعد موته فقال: «فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، ٱلَّذِي طَعَنُوهُ» (زك 12: 10 ويو 19: 37).
وتنبأ عن أن الماء والدم الخارجين من جنبه المطعون سيكونان تطهيراً لخطايانا فقال: «فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ يَكُونُ يَنْبُوعٌ مَفْتُوحاً لِبَيْتِ دَاوُدَ وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ لِلْخَطِيَّةِ وَلِلْنَجَاسَةِ» (زك 13: 1).
هذا واعلم أن التوراة وهي كتاب سماوي لا يمكن أن يتفق اليهود والمسيحيون وهما على طرفي نقيض على أن يدسا فيها معاً هذه النبوات عن الصلب.
فالتوراة إذا هي التي فيها فصل الخطاب وعندها مقطع . وكل مسلم مخلص ملزم أن يتخذها المرجع الأول والصحيح لكل عقيدة سليمة كقول القرآن:
«قُلْ فَأْتُوا بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَمَنِ ٱفْتَرَى عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ» (سورة آل عمران 3: 93 و94).
«قُلْ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ» (سورة المائدة 5: 68).
«إِنَّا أَنْزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ» (سورة المائدة 5: 44).
«وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ» (سورة الأنبياء 21: 48).
«فَٱسْأَلُوا أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» (سورة الأنبياء 21: 7).


الباب الثاني: شهادة الإنجيل




إن الإنجيل الذي يدين به المسيحيون ويؤمن به المسلمون هو نسيج واحد سداه ولحمته موت المسيح وقيامته.
وسُمّي الإنجيل أي الأخبار السارة لأنه يتضمن أخبار الفداء.
ويضيق بنا المقام أن نذكر كل المواضيع الواردة في الإنجيل عن صلب المسيح لأن موضوع الصلب يسري في الإنجيل كسريان الدم في كل شرايين الجسم.
وإنما نجتزئ ببعض الملخصات:
1 - طلائع العهد الجديد




«وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ» (لو 2: 38).
إن كثيرين في مستهل العهد الجديد تنبأوا عن الفداء المبارك الذي سيصنعه المسيح بموته المجيد.
فزكريا الكاهن تنبأ قائلاً: «مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ لأنَّهُ ٱفْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ، وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ» (لو 1: 68 و69).
وسمعان الشيخ تنبأ عن مقاومة اليهود للمسيح والمسيحية وعن حزن العذراء على ابنها فقال:
«هَا إِنَّ هٰذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ» (لو 2: 34 و35).
ويوحنا المعمدان لما رأى يسوع مقبلاً إليه تنبأ عن موته الكفاري فقال: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ» (يو 1: 29).

2 - نبوات المسيح عن موته




«وَلٰكِنْ لأجْلِ هٰذَا أَتَيْتُ» (يو 12: 27).
بما أن موت المسيح الكفاري هو عمله الرئيسي الذي جاء من السماء لأجله فلذلك كان المسيح يتحدث عن موته مقدماً للأحباء والأعداء في أزمنة متعددة وأماكن مختلفة. مما يدل على أن الصلب لم يكن مفاجأة له بل كان يسر به ويهدف إليه.
النبوة الأولى: مثال الهيكل




ففي الفصح الأول لخدمته الجهارية لما طهر الهيكل من الباعة قال له اليهود: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هٰذَا؟ أَجَابَ يَسُوعُ: ٱنْقُضُوا هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ. فَقَالَ ٱلْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هٰذَا ٱلْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هٰذَا، فَآمَنُوا بِٱلْكِتَابِ وَٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ» (يو 2: 18 - 22).

النبوة الثانية: مثال الحية النحاسية




ولما كان المسيح يتحدث مع نيقوديموس في أورشليم أشار إلى آلامه على الصليب قائلاً: «كَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ هٰكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ. لأنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ

(يو 3: 14 - 16).

النبوة الثالثة: مثال يونان النبي




ولما كان يسوع في الجليل بعد أن شفى المجنون الأعمى الأخرس سأل اليهود أن يريهم آية من السماء فأجاب يسوع وقال لهم: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ ٱلنَّبِيِّ. لأنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ ٱلْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هٰكَذَا يَكُونُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ فِي قَلْبِ ٱلأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ» (مت 12: 39 و40).

النبوة الرابعة: مثال المن




ولما كان يسوع في كفرناحوم بعد أن أطعم الخمسة آلاف بالخمسة أرغفة في بيت صيدا حوّل أنظار اليهود من الاهتمام بالطعام البائد إلى الاهتمام بالطعام الباقي (يوحنا 6: 27).
فقال: «ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ ٱلْخُبْزَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ ٱلْخُبْزَ ٱلْحَقِيقِيَّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لأنَّ خُبْزَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلنَّازِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ ٱلْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ. فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هٰذَا ٱلْخُبْزَ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَداً... وَٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي ٱلَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ... لأنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ

(يو 6: 32 - 35 و51 و55).

النبوة الخامسة: إنباؤه تلاميذه في قيصرية فيلبس




ولما جاء المسيح إلى قيصرية فيلبس وسأل تلاميذه من يقول الناس أني أنا؟ واعترف بطرس بأنه هو المسيح ابن الله الحي «مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومَ.
فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هٰذَا! فَٱلْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلّٰهِ لٰكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ.
حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» (مت 16: 21 - 25).

النبوة السادسة: مثال يوحنا المعمدان




ولما كان المسيح على جبل التجلي تغير وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور، وظهر موسى وإيليا بمجد وتحدثا معه عن صلبه العتيد أن يكون له بأورشليم، وقد شاهد هذا المجد الأسنى بطرس ويعقوب ويوحنا. وقد سمعوا الآب من السماء يشهد للمسيح أنه هو الابن الحبيب «وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ ٱلْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ.
وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: فَلِمَاذَا يَقُولُ ٱلْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَّوَلاً؟ فَأَجَابَ يَسُوعُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَّوَلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَلٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذٰلِكَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ.
حِينَئِذٍ فَهِمَ ٱلتَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ» (مت 17: 9 - 13).

النبوة السابعة: إنباؤه تلاميذه بالقرب من كفرناحوم




لما كان المسيح راجعاً من جبل التجلي إلى كفرناحوم قبل صلبه بستة شهور «قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ. فَحَزِنُوا جِدّاً» (مت 17: 22 و23).

النبوة الثامنة: مثال الراعي الصالح




لما جاء المسيح إلى أورشليم في عيد المظال بعد أن شفى المولود أعمى خاطب الفريسيين قائلاً «أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ... لِهٰذَا يُحِبُّنِي ٱلآبُ، لأنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي» (يو 10: 11 و17 و18).

النبوة التاسعة: إنباؤه الفريسيين في بيرية




لما كان المسيح في بيرية قبل ذهابه الأخير إلى أورشليم «فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَقَدَّمَ بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ لَهُ: ٱخْرُجْ وَٱذْهَبْ مِنْ هٰهُنَا، لأنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ. فَقَالَ لَهُمُ: ٱمْضُوا وَقُولُوا لِهٰذَا ٱلثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي ٱلْيَوْمَ وَغَداً، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أُكَمَّلُ. بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ ٱلْيَوْمَ وَغَداً وَمَا يَلِيهِ، لأنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ. يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ ٱلأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا» (لو 13: 31 - 34).

النبوة العاشرة: إنباؤه الفريسيين في بيرية أيضاً




ولما كان المسيح أيضاً في بيرية، سأله الفريسيون باستهزاء متى يأتي ملكوت الله؟ فقال لهم ها ملكوت الله داخلكم. ثم تكلم عن مجده في مجيئه الثاني ثم استدرك قائلاً «وَلٰكِنْ يَنْبَغِي أَّوَلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنْ هٰذَا ٱلْجِيلِ» (لو 17: 25).

النبوة الحادية عشرة: إنباؤه تلاميذه في طريق أورشليم




ولما بارح المسيح بيرية «وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ ٱلٱثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذاً عَلَى ٱنْفِرَادٍ فِي ٱلطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى ٱلأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ

(مت 20: 17 - 19).

النبوة الثانية عشرة: مثال العظيم المتفاني




لما تقدم ابنا زبدي إلى المسيح، وطلبا أن يكونا الواحد عن يمينه والآخر عن يساره في ملكوته واغتاظ العشرة تلاميذ من أجل الأخوين «فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ ٱلأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَٱلْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هٰكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً، كَمَا أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ

(مت 20: 25 - 28).

النبوة الثالثة عشرة: إنباؤه تلاميذه في بيت عنيا




ولما وصل المسيح إلى بيت عنيا قبل الفصح بستة أيام حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات فصنعوا له هناك عشاء «فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَٱمْتَلأَ ٱلْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ ٱلطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ ٱلإِسْخَرْيُوطِيُّ، ٱلْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هٰذَا ٱلطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ قَالَ هٰذَا لَيْسَ لأنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِٱلْفُقَرَاءِ، بَلْ لأنَّهُ كَانَ سَارِقاً، وَكَانَ ٱلصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ.
فَقَالَ يَسُوعُ: ٱتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، لأنَّ ٱلْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ» (يو 12: 1 - 8).

النبوة الرابعة عشرة: مثال ابن صاحب الكرم




بعد أن دخل المسيح أورشليم منتصراً وكان في الهيكل في يوم الثلاثاء ضرب مثل الكرامين الذين امتنعوا عن تسليم الأثمار لصاحب الكرم وضربوا عبيده الذين أرسلهم واحداً فواحداً. ولما أرسل أخيراً ابنه قالوا هذا هو الوارث هلم نقتله ويكون لنا الميراث فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه.
وقد علق المسيح على هذا المثل بقول المزامير «الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية».
وقد عرف اليهود أنه قال هذا المثل عليهم

(مت 21: 33 - 45 ولو 20: 9 - 15).

النبوة الخامسة عشرة: مثال حبة الحنطة




ولما كان المسيح في أورشليم وقد صعد إليها أناس يونانيون ليسجدوا في العيد وتقدم هؤلاء إلى فيلبس وطلبوا أن يروا يسوع. «فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ. اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ... وَأَنَا إِنِ ٱرْتَفَعْتُ عَنِ ٱلأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ ٱلْجَمِيعَ. قَالَ هٰذَا مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ

(يو 12: 22 - 33).

النبوة السادسة عشرة: إنباؤه التلاميذ في أورشليم




ولما أكمل يسوع أقواله مساء الثلاثاء عن مجيئه الثاني قال لتلاميذه: «تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ ٱلْفِصْحُ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ

(مت 26: 1 و2).

النبوة السابعة عشرة: إنباؤه التلاميذ وقت الفصح

في الليلة التي أُسلم فيها قال لتلاميذه «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هٰذَا ٱلْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، لأنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ

(لو 22: 15 و16).

النبوة الثامنة عشرة: إنباؤه عن خيانة يهوذا




وفي الليلة نفسها بعد أن غسل أرجل تلاميذه قال لهم: «وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلٰكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ... . أَنَا أَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ٱخْتَرْتُهُمْ. لٰكِنْ لِيَتِمَّ ٱلْكِتَابُ: اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي ٱلْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ. أَقُولُ لَكُمُ ٱلآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ»
وقد عين من يسلمه بقوله: «ٱلَّذِي أَغْمِسُ أَنَا ٱللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ. فَغَمَسَ ٱللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ ٱلإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَبَعْدَ ٱللُّقْمَةِ دَخَلَهُ ٱلشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَٱعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ

(يو 13: 10 و18 و19 و26 و27).

النبوة التاسعة عشرة: إنباؤه بنكران بطرس




وبعد خروج يهوذا وجه المسيح الخطاب لبطرس وأنبأه أنه سينكره ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك. وأن التلاميذ كلهم يشكون فيه ويهربون ولكنه بعد قيامه من الأموات يسبقهم إلى الجليل (مت 26: 31 - 35).

النبوة العشرون: مثال سر الخبز والخمر




وبعد ما تعشّوا من خروف الفصح قبل رفع الطعام، رسم المسيح لتلاميذه طقساً دينياً لذكرى آلامه وموته، يمارسونه مدى الأجيال وفيه يتحدون اتحاداً روحياً مع المسيح ويقدمون الشكر لله تعالى على ما يتمتعون به من مزايا موته الكفاري.
«وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا، هٰذَا هُوَ جَسَدِي. ثُمَّ أَخَذَ ٱلْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. وَقَالَ لَهُمْ: هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ، ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ» (مر 14: 22 - 24).

النبوة الحادية والعشرون: مثال الصديق الوفي




في خطابه الوداعي بعد رسم العشاء الرباني في العلية كان يعزي تلاميذه قائلاً: «لَيْسَ لأحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هٰذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو 15: 13).
«هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ، وَقَدْ أَتَتِ ٱلآنَ، تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأنَّ ٱلآبَ مَعِي» (يو 16: 32).
«بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَرَانِي ٱلْعَالَمُ أَيْضاً، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ» (يو 14: 19).

النبوة الثانية والعشرون: مثال الكأس المحتوم

لما كان المسيح في بستان جثسيماني قال لتلاميذه «هُوَذَا ٱلسَّاعَةُ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلْخُطَاةِ» (مت 26: 45).

الى اللقاء قى الجزء الثالث
رد مع اقتباس