الموضوع
:
مزمور 18 - عطية المجد
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
01 - 09 - 2022, 05:47 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,316,351
مزمور 18 - عطية المجد
عطية المجد:
"وكان الرب سندي، وأخرجني إلى السعة (الرحب)،
ينجيني لأنه أرادني (سُرّ بي)" [19].
يعلن ا
لله
عن حبه للإنسان ورغبته في اقتنائه خلال تدخله الإلهي وقت الضيق. فقد سمح ليوسف أن يعيش إلى حين كعبد في بيت فوطيفار بل وكنزيل في بيت السجن، وكان الرب سنده أعطاه نعمة في أعين كل من هم حوله، حتى في عينيّ رئيس السجن... لقد أخرجه ا
لله
ليعيش في القصر في السعة هو ووالديه وإخوته. ا
لله
هو سنده لأنه "
أراده
" أو "
سُرّ به
"، أن يكون رمزًا للسيد المسيح. هكذا كان داود في مغارة عدلام هاربًا من وجه الطاغية شاول ورجاله ليرتقي به إلى العرش؛ لقد أراده الرب وسُرّ به. ما أمتع السعة بعد الضيق، لا لأجل السعة في ذاتها ولكن لأجل بصمات حب ا
لله
ورعايته الفائقة لنا. فإن للرب الذي يُسر بأولاده هدفه الخاص في ضيقهم كما في تمتعهم بالسعة.
مسيحنا يدخل بنا إلى شركة آلامه لكي يعبر بنا إلى سعة القيامة ورحبها. إنه يعبر بنا من ضيق الجحيم إلى سعة الفردوس. وفي حبه يخلصنا من ضيق قلوبنا المتقوقع حول الأنا لينفتح بسعة على ا
لله
وعلى السمائيين وكل بني البشر في حب صادق مقدس.
حكم عليه الأعداء ظلمًا أن يدخل إلى الضيق، لذا يستغيث المرتل با
لله
، قائلًا:
"يجازيني الرب مثل بري،
مثل طهارة يدي يكافئني
لأني حفظت طُرق الرب،
ولم أنافق على إلهي.
لأن جميع أحكامه قدامي،
وحقوقه لم أبعدها عني.
وأكون معه بلا عيب،
واتحفظ من إثمي" [20-23].
ماذا يعني داود ببره، وطهارة يده، وحفظه طرق الرب وأن يكون مع الرب بلا عيب، متحظًا من إثمه؟ اتهمه أعداؤه بالتمرد والخيانة والنهب والسلب والتحريض على الفتنة والعصيان والوحشية وأعمال أخرى كثيرة شائنة. وها هو داود يعلن براءته من كل هذه الاتهامات. لقد وضعه الرب في طريق الارتقاء على العرش ومع ذلك ترك قضيته في يد ا
لله
دون اتخاذ أي إجراء شرير ليحقق ذلك
.
*
أية طهارة هذه التي في عيني (ا
لله
)؟
إنه يطالبنا بالقداسة التي يمكن لعيني ا
لله
أن تنظرها
.
القديس يوحنا الذهبي الفم
هذه الكلمات هي أيضًا نبوة مسيانية، لأن السيد المسيح هو ابن الإنسان الوحيد في كماله (الإله المتأنس)، الذي أطاع الآب حتى الموت؛ هذه الطاعة حتى الموت دفعته إلى المجد. "لذلك رفعه ا
لله
أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل إسم" (في 2: 9).
يبقى ا
لله
أمينًا بطبيعته بكونه "الحب"، هذه الأمانة تعمل بطرق مختلفة حسب تجاوب الإنسان معه. فالصالح يمكنه أن يوقن بمحبة الله له خلال حبه هو لله. فتتحقق وعود ا
لله
في حياة هؤلاء الذين ينتمون إلى زمرة الصالحين. ومن ناحية أخرى، فإن الذين يسيئون استخدام وصايا العهد الإلهي ويعصونها يبدو لهم ا
لله
كأنه مضاد لهم. يرونه هكذا ضدًا لهم، لأنه إذ يواجههم كعصاة يحقق حكمه وينفذه.
"مع البار بارًا تكون،
ومع الرجل الزكي تكون زكيًا.
ومع المختار تكون مختارًا،
ومع المعوج تتعوج" [25-26].
ا
لله
في محبته يريد أن جميع الناس يخلصون، لكن لا يعطي الكل لأنفسهم الفرصة لإدراك نعمته. الرحوم يَنعم برحمة ا
لله
، والحنون يتمتع بحنانه الإلهي، والكريم يختبر كرم ا
لله
، أما الذي يُصرّ على أن يكون قاسيًا فيُترك لتصرفاته، ويحرم نفسه من لطف ا
لله
، وهكذا يبدو ا
لله
بالنسبة له كأنه قاسي وغير رحيم... جاء في (لا 26: 21) "وإن سلكتم معي بالخلاف ولم تشاءوا أن تسمعوا لي أزيد عليكم ضربات سبعة أضعاف
حسب خطاياكم
".
هكذا الرحوم يتجاوب مع مراحم ا
لله
ليتفهمها ويَتنعم بها، والإنسان المقدس يتفهم قداسة ا
لله
، مصدر كل قداسة، فيدركه كقدوس.
*
"مع القديس تكون قدوسًا"...
بالحق ا
لله
لا يضر أحدًا، إنما يُمسك كل شرير بحبال خطيته (أم 5: 22).
القديس أغسطينوس
إن كان الرحوم يتعرف على رحمة ا
لله
ويتجاوب معها، هكذا حتى في علاقتنا مع بعضنا البعض، فأننا نتفاعل معًا... الملتصق بالرحماء ينعم بالحياة الرحيمة، والملتصق بالقديسين ينعم معهم بالقداسة التي هي عطية ا
لله
لهم.
لذلك يقول
القديس أكليمندس الإسكندري
: [ينبغي علينا أن نلتصق بالقديسين [25-26]، لأن من يلتصق بهم يتقدس
].
وكأن سرّ مجدنا هو التجاوب مع ا
لله
وقديسيه خلال الحياة الرحيمة الطاهرة؛ وذلك بروح الاتضاع والخضوع لعمل نعمته الإلهية.
"لأنك أنت يا رب تنجي شعبًا متواضعًا،
وتذل عيون المتعظمين" [27].
ما ورد في العددين 25، 26 يخصان معاملات ا
لله
مع الأفراد، الآن يطبق ذات المبدأ على مستوى شعب ا
لله
ككل؛ فإنهم إذ يخضعون معًا بروح الاتضاع لإرادة ا
لله
يختبرون ا
لله
كمعين لهم، أما الذين يتكبرون في عجب باطل فيضعهم ا
لله
؛ لأن طبيعة ا
لله
وخطته هي أن يمنح الخلاص للمعوزين والودعاء والمتضعين، بينما يكره ا
لله
الكبرياء في أي كائن!
بالاتضاع يتقبل المؤمن نعمة ا
لله
واهبة الاستنارة:
"لأنك أنت تنير سراجي،
إلهي يضيء ظلمتي" [28].
يفيض قلب المرتل بالشكر والثقة معترفًا أن ا
لله
يضيء سراجه، بمعنى أن ا
لله
يهبه الحياة الحقة، إذ لا انفصال بين الاستنارة والحياة، فعندما تعرض داود في أواخر أيامه للقتل أشار عليه رجاله ألا يعود يخرج إلى الحرب حتى لا ينطفئ سراج إسرائيل (2 صم 22: 17).
أدرك المرتل أنه ليس إلا سراجًا لا يستطيع أن يضيء بذاته إنما يحتاج إلى زيت النعمة الإلهية، يحتاج إلى السيد المسيح "نور العالم" أن يعلن ذاته فيه نورًا يبدد كل ظلمة قاتلة، منعمًا عليه بحيوية جديدة. وكأنه مع كل ظلمة آلام يصرخ إلى مخلصه لتفسح له الآلام الطريق لبهجة متجددة وتذوُّق جديد لحياة الاتحاد مع ا
لله
تحثه على ممارسة أعمال صالحة أكثر
.
*
"
لأنك أنت تنير سراجي
". ضياؤنا لا يصدر عن أنفسنا، بل أنت يا رب الذي تنير سراجي.
"
إلهي يضيء ظلمتي
". إننا في ظلمة الخطية؛ ولكن آه يا رب، أنت تضيء ظلمتي.
القديس أغسطينوس
*
مصباحًا واحدًا أنظر، وبنوره أستضيء، والآن أنا في ذهول، أبتهج روحيًا، إذ في داخلي ينبوع الحياة، ذاك الذي هو غاية العالم غير المحسوس.
*
إحمل نير ربك بقلبك، وعجب عظمته في عقلك دائمًا، فتسكب فيك نور ربك الوهج الذي يضيء قلبك.
القديس يوحنا سابا "
الشيخ الروحاني
"
*
أيها النور الحقيقي، الذي تمتع به طوبيا عند تعليمه ابنه، مع أنه كان أعمى!
أيها النور، الذي جعل اسحق - فاقد البصر - يعلن لابنه عن مستقبله!
أيها النور غير المنظور، يا من ترى أعماق القلب البشري!
أنت هو النور، الذي أنا عقل يعقوب، فكشف لأولاده عن الأمور المختلفة...!
أنت هو الكلمة القائل: "ليكن نور"، فكان نور. قل هذه العبارة الآن أيضًا، حتى تستنير عيناي بالنور الحقيقي، وأميّزه عن غيره من النور...
نعم، خارج ضياءك، تهرب الحقيقة مني، ويقترب الخطأ إليّ. يملأني الزهو، وتهرب الحقيقة مني!
القديس أغسطينوس
إذ يضيء الرب النفس - أرض المعركة الروحية - لا يقوى عدو الخير بكونه مصدر الظلمة الداخلية أن يقف أمامه، إذ يقول المرتل:
"
لأني بك أنجو من البلوى (التجربة).
وبإلهي أثب السور" [29].
وبحسب النص العبري: "
لأني بك اقتحمت جيشًا، وبإلهي تسوَّرت أسوارًا
". المؤمن ضعيف جدًا بذاته، لكنه يتسلق الأسوار بل ويثب عليها؛ هذه الأسوار يضعها العدو كعوائق ضد ثقته با
لله
. با
لله
يجتاز المرتل كل تجربة وكل ضيقة بنصرات متجددة، محطمًا مدن العدو الحصينة.
*
ليس بقوتي الشخصية لكن بقوتك أنت وحدك أتغلب على التجربة...
بمعونة الله وليس بقدرتي أقفز (أو أثب) على السور الذي أقامته الخطية بين الإنسان وأورشليم السماوية.
القديس أغسطينوس
*
مكتوب: "
بإلهي أثب السور
"، سور الشر الذي يفرق الإخوة ويثير الانقسامات بينهم، ويحيد بهم عن الحق
.
البابا أثناسيوس الرسولي
*
لقد عرف (المرتل) أن قوة المؤمنين تكمن في تقديم الشكر
لله
، إذ بفرحهم يقفزون فوق أسوار الأعداء، وذلك مثل القديسين القائلين:"... بإلهي أثب السور"
.
البابا أثناسيوس الرسولي
إلهنا هو يضيء حياتنا، ويرفعنا فوق كل تجربة فلا نتحطم، ويثب بنا فوق كل الحواجز... طريقه طريق ضيِّق وصعب لكنه عذب ومملوء أمانًا، لذا يقول المرتل:
"إلهي طريقه نقية،
كلام الرب مُختبر بالنار،
وهو ناصر جميع المتكلين عليه" [30].
طريق الرب الضيق نقي، من يدخله يدرك كمال الطريق من جهة الحب والرحمة والعدالة والقداسة والصلاح والأمان والضمان والنجاح. علينا أن نبدأ الطريق الإلهي وننتظر لنرى نهايته. ا
لله
في معاملاته مع شعبه كجماعة كما مع كل عضو منها بعيدة كل البعد عن الخطأ إذ هو أمين في عهده، وقادر على تحقيق وعوده في اللحظات الحاسمة، واهب النصرة الأكيدة للمتكلين عليه.
*
عندما يتخلى إنسان عن إرادته الذاتية يتطلع في الحال إلى طريق ا
لله
بكونها بلا عيب، ليس فيها عوائق، أما إذا اعتدّ الإنسان بإرادته الذاتية فأنه لا يرى طريق الرب بلا عيب أو بدون عوائق
.
الأب دوروثيؤس من غزة
*
"
هو ناصر جميع المتكلين عليه
". كل من يتكل على المسيح لا على الأنا، يجتاز التجربة بسلام، لأن الإيمان يوّلد رجاءً.
القديس أغسطينوس
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem