عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 08 - 2012, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الدليل المبسط في علم آباء الكنيسة

أفكاره

1. التوبة


جاء في الوصيّة الرابعة حوار بين هرماس وملاك التوبة عن موضوع التوبة وغفران الخطايا بعد نوال المعموديّة.
[قلت: أيمكنني يا سيّدي أن أسألك سؤالاً آخر؟
قال: تكلّم.
قلت: سمعت بعض المعلّمين يقولون أنّه ليس هناك توبة (عن جحد الإيمان) غير التي نلناها عند المعموديّة حيث نلنا غفران الخطايا السابقة.
فقال لي: ما سمعته صحيح. وهذا هو الواقع، فالذي نال مغفرة الخطايا يجب عليه ألا يخطئ، بل يبقى في النقاوة... إني أقول لك أن الإنسان يخطئ خطيّة عظيمة إذا وقع في التجربة بعد تلك الدعوة العظيمة الشريفة؛ للإنسان توبة واحدة؛ ولكنّه إذ يخطئ المرّة بعد الأخرى، فالتوبة غير مفيدة[283].]
ا. يلاحظ هنا أن ملاك التوبة يفتح باب التوبة أمام الساقطين بعد العماد في خطيّة عظيمة، ربّما عني بها جحود الإيمان وقت الضيق والاضطهاد حيث ثارت في الكنيسة مناقشات كثيرة حول إمكانيّة قبول توبتهم؛ لكنّه يضع أمام التائبين فرصة نهائيّة، فلا تُستغل طول أناة الله ومراحمه للسقوط المتكرّر.
هنا لا يتحدّث ملاك التوبة عن السقوط في الضعفات التي يئن منها الجميع، إنّما عن خطايا معيّنة تمس إيمان الإنسان أو قدسيّة حياته بأكملها[284].
ب. تحمل التوبة سمة "الجامعيّة" فلا يُستبعد خاطئ ما منها، لا يُستبعد الإنسان الدنس أو الجاحد، وإنّما يُستبعد فقط من يصرّ على عدم التوبة.
ج. يلاحظ هنا أن التوبة تترجم إلى عمل، أو إلى حياة إيمانيّة عاملة. التائب حجر حيّ تتلقّفه الاثنتا عشر عذراء اللواتي هن: الإيمان والعفّة والقوّة وطول الأناة والبساطة والحب الخ[285]. أمّا غايتها فهو التمتّع بالعضويّة الكنسيّة الروحيّة، البناء الأبدي القائم على السيّد المسيح الصخرة المتّسعة لكل البشر، والباب المفتوح لكل تائب[286].
د. التوبة حياة شخصيّة خفيّة وليست مجرّد ممارسات ظاهرة. هذه الحياة لا تُختبر خارج الحياة الجماعيّة الكنسيّة. فالمؤمن يبقى حجرًا لا قيمة له، ولا يتغيّر لونه إلى البياض والبهاء ما لم تدخل به العذارى إلى البرج ليصير مع إخوته بناءً مترابطًا وبهيًا.
في المثل أو التشبيه التاسع يبرز أنّه لا مكان للمؤمن في البرج أي في الكنيسة بدون توبة، وأيضًا لا خلاص إلاَّ بالدخول في البرج. كأنّه بالتوبة نتمتّع بالحياة الكنسيّة الحقيقية، وبالحياة الكنسيّة نخلص من الخطيّة وننعم بحياة القداسة المجيدة.

2. الإيمان بالثالوث


لم يذكر هرماس قط اسم "يسوع المسيح"، بل دائمًا يدعوه ابن الله أو السيّد، كما خلط في في المثل أو التشبيه التاسع بين الروح القدس وابن الله، إذ يقول له ملاك التوبة: [أريد أن أريك كل ما أظهره لك الروح القدس الذي خاطبك باسم الكنيسة، هذا الروح هو ابن الله[287].] وفي مثل ٥: ٦: ٥-٧ جعل الروح القدس الخالق متجسّدًا...
هكذا حدث لبس في نظرته للثالوث، ما لم يكن الخطأ في النساخة منذ عصر مبكر.

3. الكنيسة


1. كتاب "الراعي" هو دعوة حارة للتوبة، فهو في الحقيقة دعوة للدخول إلى العضويّة الكنسيّة حيث جماعة التائبين المتمتّعين بنعمة الله وعمله الخلاصي. رأينا في في المثل أو التشبيه التاسع على وجه الخصوص كيف نزع ابن الله، صاحب البرج، من كنيسته الحجارة غير اللائقة، ولم يقبل عودتها لتكون جزءً لا يتجزّأ من البناء بطريق آخر غير التوبة العمليّة والمستندة على ابن الله، الصخرة المتّسعة لكل البشر.
2. الكنيسة – عند هرماس – هي أول المخلوقات، لم يُخلق العالم إلاَّ لأجلنا[288].
3. لا يتجاهل هرماس ضعفات الكنيسة، بل يتحدّث عنها بإسهاب في الرؤيا الثالثة، ومع وجود هذه الضعفات كان مملوءً رجاءً في الله الذي يبني الكنيسة كبرجٍ بسرعة[289].
4. تحدّث بطريقة غير مباشرة عن النظام الكهنوتي، فقد مدح محبّة الأساقفة الروحيّين، وفي صراحة وبّخ الكهنة (القسوس) والشمامسة على أخطائهم.
5. بغض النظر عما للإكليروس من فضائل أو ضعفات فإنّه يتطلّع إلى الكنيسة نفسها كأم للمسيحيّين. إنّها كأم تنصح أبناءها قائلة: [اسمعوا يا أولادي؛ لقد ربيتكم ببساطة عظيمة وبراءة وقداسة[290].]
6. يتحدّث عن وحدة الكنيسة فيما بينها ووحدتها مع مسيحها، إذ رآها برجًا كما لو كانت حجرًا واحدًا منفردًا[291]، كما رآها والصخرة القائمة عليها كتلة واحدة[292].

4. المعموديّة


1. لا يتمتّع أحد بالعضويّة الكنسيّة ما لم يتقبّل المعموديّة:
[سألتها: لماذا يُبنى هذا البرج فوق الماء يا سيّدتي؟
فقالت: لقد قلت لك من قبل... إن حياتنا خلصت وتخلص بالماء. للبرج أساس، وأساسه كلمة اسم الله العظيم الممجّد، قائم بقوّة السيّد غير المنظورة[293].]
2. تسمى المعموديّة ختمًا
[الذين لا يحملون اسم ابن الله هم أموات، إلاَّ أنّهم عندما ينالون الختم يخلعون الموت ويلبسون الحياة. الختم هو ماء المعموديّة، ينزلون في الماء أمواتًا ويخرجون منه أحياء. لقد أُعلن هذا الختم لهم أيضًا، فاستخدموه ليدخلوا ملكوت السماوات[294].]
ويُلاحظ أن العماد هو نزول إلى الماء كما إلى القبر، وخروج منه كما بقيامة السيّد المسيح، يتم بالتغطيس للشركة في دفن المسيح وتمتّع بقيامته، كقول الرسول بولس: "فدفنّا معه بالمعموديّة للموت؛ حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة" (رو ٦: ٤).
3. يرى هرماس أن الرسل والمعلّمين نزلوا إلى الجحيم ليعمِّدوا الذين رقدوا في الفضيلة والإيمان بابن الله قبل مجيء السيّد المسيح، ويصيروا معهم حجارة ميّتة في البرج الأبدي. هكذا يرى العماد ضروريًا حتى لرجال العهد القديم الذين ماتوا على رجاء الخلاص. هذه النظرة مُبالغ فيها، لكنّها تكشف عن مدى أهميّة المعموديّة في العصر الرسولي للتمتّع بالخلاص.

5. الأخلاق



1. يقول كواستن Quasten أنّه جدير بالملاحظة وأمر هام أن هرماس يميّز بين الوصيّة والمشورة؛ الوصيّة تأمر بما يجب الالتزام بها، أمّا المشورة فتعني أن الإنسان يتمّم ما بعد المشورة بمحض إرادته.[سأظهر لك وصاياه، فإن فعلت ما هو أكثر تنال مجدًا أعظم وحظًا أوفر عند الله[295].]
من الأعمال التي بها نمارس ما هو أكثر من الوصايا: الصوم والبتوليّة والاستشهاد.
كأن المسيحيّة لا تقف عند حدود معيّنة، أو لا تعرّف للوصيّة حدًا، إذ يشتاق المؤمن أن يُبذل كل يوم في أصوامه، وأن يسمو بمشاعره فيقدّم نفسه بتولاً لا تنشغل إلاَّ بعريسها السماوي؛ ويشتهي أن يموت من أجل من مات عنه.
2. لكل إنسان ملاكان، ملاك البرّ يحث الإنسان على الحياة الفاضلة من تقوى وطهارة وقداسة الخ.، وملاك الشر يثير فيه الشر. كلا الملاكين يريدان السكنى في القلب؛ الأول أنيس ومتواضع ووديع، والثاني عنيف ومبغض وأحمق[296].
3. يتطلّع هرماس إلى الغنى كعائق في الحياة الروحيّة، بل أحيانًا يقود إلى إنكار السيّد[297].

6. الزواج


في رأيه لا يجوز لأحد الزوجين أن يتزوّج بسبب زنى الطرف الآخر، لكنّ يمكنه أن ينفصل عنه، وإن تاب الطرف الآخر فليقبل توبته[298].
يجوز الزواج بعد وفاة الطرف الآخر، وإن بقي الشخص بدون زواج ينال شرفًا عظيمًا ومجدًا أمام السيّد[299].

مخطوطات وطبعات "الراعي"


يقول مطران حلب إلياس معوّض [لم يكن الراعي لعام ١٨٥٦م معروفًا إلاَّ في ترجمة لاتينيّة يرجّح أنّها من القرن الثاني، وقد طبعت هذه أولاً في باريس عام ١٥١٣م، وفي عام ١٨٥٧م طبعت عن مخطوطة من القرن الرابع عشر ترجمة لاتينيّة ثانية تستند على الأرجح إلى الترجمة الأولى، ويغلب الظن إنّها من القرن الرابع أو الخامس.
أما المخطوطة اليونانيّة "للراعي" فإن أول من وجدها هو قسطنطين سيمونيدس المزوّر وذلك عام ١٨٥٥م، في دير القدّيس غريغوريوس في جبل آثوس. وهذه المخطوطة المنسوخة بخط كثيف هي من القرن الرابع عشر؛ تتألّف من عشر ورقات، والورقة الأخيرة منها مفقودة. انتزع سيمونيدس من ورقات المخطوطة، الخامسة والسادسة والتاسعة، ونقل الورقات الباقيّة باعتناء، ولم يذكر اسم الدير الذي وجدت فيه. ثم باع الورقات الثلاث الأصليّة مع الورقات المفقودة إلى مكتبة ليبزيغ، وهكذا عرفت التسعة أعشار من المخطوطة اليونانيّة "الراعي"، وقد نشره Anger and Dindorf، في ليبزيغ سنة ١٨٥٦م. ثم أخذ سيمونيدس يطلع على العالم، شيئًا فشيئًا، بمخطوطات جديدة "للراعي" حتى أوصلها إلى عشر مخطوطات، أقدمها ادّعى بأنّه اكتشفها في جبل سيناء عام ١٨٥٢م ويعود تاريخها إلى القرن الأول، وهي بالنتيجة أقدم كل المخطوطات في العالم. ولما كان سيمونيدس قد وعد بإحضار مخطوطة هرماس كما هي، جاءت دائرة الشرطة في برلين، بإشارة من الكساندر ليكورغو أستاذ الجامعه آنذاك، ورئيس أساقفة سيروس، وتينوس فيما بعد، فضبطت غرفته والمواد التي كان يهيئها لتقديم هذه المخطوطة، الأمر الذي اضطره إلى مغادرة المانيا والشخوص إلى انجلترا حيث تابع عمله كمخادع. وفي عام ١٨٥٩م نشر في لندن بحثًا بعنوان "القليل من الكثير عن الأب الرسولي هرماس"، ونشر في آخر البحث صورة من مخطوطتين قديمتين من عمله، مستندًا إلى الترجمة اللاتينيّة. على أن Hulgenfeld الذي طبع لهرماس أخذ عن سيمونيدس النهاية المزيفة لكن هارنك بيَّن زيفها. وفي عام ١٨٨٠م صادف أن كان أسبيريدون لأمبروس في دير القدّيس غريغوريوس في جبل آثوس فدرس مخطوطة هرماس، ونقل بواسطة مرافقة الورقات الست الباقيّة ونشرها في عام ١٨٨٨م في كمبردج[300]، وقدّمت هذه الطبعة ببحث طويل عن كيفيّة وجود المخطوطة، وهكذا اتّضح أن كل ما جاء به سيمونيدس كان منحولاً[301].
لعلّ أقدم نسخ أصيلة لكتاب "الراعي" بقايا برديتان بجامعة ميتشيجان Michigan، وهما يعودان إلى أواخر القرن الثالث، يضمان شيئًا من المثلين أو التشبيهين الثاني والخامس ومن الوصيّة الثانية[302].
كما عثر على الربع من "الراعي" وحتى الوصيّة الرابعة في المخطوطة السينائيّة للكتاب المقدّس Siniaticus التي عثر عليها Codex Tishendorf سنة ١٨٥٩م، وطُبعت في ليبزيغ عام ١٨٦٣م، وهي ضمن ملحقات العهد الجديد.
وجدت في مصر مقاطع من كتاب الراعي على رق الغزال وعلى ورق البردي.
توجد ترجمة قبطيّة وحبشية وفارسيّة للراعي.


  رد مع اقتباس