[walaa farouk]

ظهرت مريم العذراء قبل مئة وخمسة وعشرين عاماً في قرية لافانغ الفيتناميّة الفقيرة.
وكان عدد المسيحيين فيها في ذاك العهد لا يتجاوز العشرة،
وكنيستهم فقيرة جداً مبنيّة من القش وأرضها من التراب المرصوص، وتفتقر إلى شراشف وأغطية للهيكل.
ومرّت يوماً ما من أمام الكنيسة إحدى البائعات البوذيات تحمل على كتفها الشراشف.
وسمعت صوت امرأة تناديها فدخلت، واشترت تلك المرأة شرشفاً لتغطّي هيكل العذراء.
وطلبت من البوذيّة بأن توافيها قبل المساء لتدفع لها ثمن الشرشف.
ولما عادت البائعة البوذيّة التقت خادم الكنيسة وسألته عن السيّدة صاحبة المكان.
فأجابها أنّه لا توجد سيّدة. واستغرب سؤالها فأطلعته على أمرها، ودخلا معا ً الكنيسة
فوجدا الشرشف على هيكل العذراء مع النقود ثمنه.
وكم كانت دهشة البوذيّة عندما نظرت إلى تمثال العذراء وتعرّفت عليها وهتفت:
“هذه هي السيّدة التي اشترت منّي الشرشف!”
سرى خبر المعجزة في القرية سريعاً. وبعد أيام ظهرت العذراء لبوذيّة
كانت ابنتها مريضة مشرفة على الموت وقالت لها: “لا تخافي! قومي
واستقي الماء من بئر الكنيسة واسقي ابنتك”. ولما شربت المريضة من الماء تعافت فوراً.
وشاع الخبر وارتدَّ عدد كبير من البوذيين إلى المسيحية،
وتحوَّل معبد قرية لافانغ بفضل تبرّعات الحجّاج من الفيتنام واللاوس
وكمبوديا إلى مزار وطني عظيم، ممّ اضطرّت الدولة أن تربط القرية
مع سائر البلاد بخطوط السكك الحديديّة تسهيلاً لزيارة سيّدة لافانغ.