الموضوع: الرب هو الله
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 08 - 2012, 12:58 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

الرب هو الله
لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد, اعمال 17: 28

نحن نحيا زمان عمرنا وحياتنا على هذه الارض ونوجد في مكان سكنانا ووجودنا وتنقلاتنا ونتحرك بتراب اجسادنا المخلوقة بيد الله ومن نفخة روحه فينا. وها اننا نجد في الوحي أسس الكون الثلاثة او صفاته الذاتية لكي يكون كونا, اي الزمان الذي نحياه والمكان الذي نوجد فيه, والمادة المتحركة التي نتحرك بها بواسطة اجسادنا.
فقد خلق الله وطبع من ذاته فينا وعلى خلقه, فعمل العالمين وطبع من جوهره فيه وعليه, وكلمنا بوحيه الطاهر وكشف عن جوهره وذاته فيه, على قدر استطاعة الانسان ان يفهمه, حتى اننا لو اردنا الاقتراب الى الله, فعلينا التأمل في الخلق العجيب والوحي المكتوب. وقد أعلن الله عن نفسه في قمة الإعلانات بواسطة الكلمة الأزلية التي كانت فيه, فجسّدها في شخص الابن الصادر من الآب, والموجود في الآب ومعه منذ وجوده, لأن ذات الله وتعبيره يتساويان مع روح حياته في الجوهر الإلهي المقدس .فنقرأ في الوحي : "الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة, كلّمنا في هذه الايام الأخيرة في ابنه (في كلمته الأزلية - تعبيره الكائن فيه) الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين, الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته."
الذات الإلهية شاءت إظهار تعبيرها الأزلي في شخص الإبن , الذي - اي الابن, الكلمة - هو بهاء المجد الإلهي ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته. فبعدما عمل العالمين, استمر حاملا كل الاشياء بكل دقة وعظمة ورحمة.
فيا لقدرة الله في البقاء في سمو عظمته اللا محدودة, وتدخله المباشر في خلق الكون والانسان والاعتناء بخليقته بكل حكمة ورحمة, وهو الحكيم الرحيم.
ولكن كيف يكون الله واحدا ويكون تعبيره مجسدا في شخص الإبن او الكلمة وتكون الذات هي الآب, وتكون الحياة هي الروح القدس ? وكأن الله ثلاثة اشخاص ?
والجواب هو: "حاشا لله ان يكون ثلاثة آلهة". فالله واحد لا إله سواه, لكنه مثلث الصفات الذاتية الجوهرية الأقنومية, فهو الذات والتعبير والحياة, او الآب والإبن والروح القدس .
وكما ان الله محبة, فهو بذاته المحب (الآب), وهو بتعبيره المحبوب (الابن), وهو بحياته سرّ ورباط المحبة (الروح القدس ) .
فالله واحد, جوهر واحد, بصفات ذاتية ثلاثة أما كيف ذلك ? فيجيبنا النبي أيوب بقوله: " فاسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك, او كلّم الارض فتعلّمك ويحدثك سمك البحر, من لا يعلم من كل هؤلاء ان يد الرب صنعت هذا? ...عنده الحكمة والقدرة, المشورة والفطنة, عنده العز والفهم..." ايوب 12: 7 - 13.
ويجيبنا سفر الامثال فنقرأ: "انا الحكمة, أسكن الذكاء لي المشورة والرأي, أنا الفهم لي القدرة... عندي الغنى والكرامة, في طريق العدل أتمشى..." امثال 8: 12 - 20
فكيف مارس الله صفاته هذه في الأزل, قبل خلق الملائكة والبشر? هل كان صامتا, لا يأتي برأي وهو الرأي ? لا يقوم بمشورة وهو المشورة ? لا يعمل شيئا وهو القدرة ? لا يحب احدا وهو المحبة الأزلية?
وإنما الله مكتفي في ذاته حي بروحه معبّر بكلمته الأزلية,اي ان الله مكتفي في الآب والابن والروح القدس . حتى لنسمع ما جاء في سفر النبي ايوب: "هل تنصّت في مجلس الله"? ايوب 15: 8 . فهل الله مجلس , يتشاور مع ذاته ويعبّر عن رأيه وينفّذ بروحه? وكما لا يحتاج الله الى اي من مخلوقاته, سواء ملائكة او بشر ... ليتشاور معه بحكمته الأزلية وفهمه وذكائه ورأيه وعزه وقدرته فهو إنما في ثالوث أقانيمه الأزلي, يفكر ويعبر ويقرر, لانه مكتوب : "لأنه من وقف في مجلس الرب ورأى وسمع كلمته? من اصغى لكلمته وسمع"? ارميا 23: 18, فالله مكتف في ذاته معبر بكلمته حي وعامل بروحه, والله واحد, لا ثلاثة آلهة متفقين او متحدين, ولا اكثر من ثلاثة أقانيم جوهرية ذاتية. وليس الله مجلسا مجموعا مركبا, بل جوهر واحد في أقانيمه الثلاثة. ليس الله ثالث ثلاثة ,إذاخطأ المشركون وضل الفاسقون , بل الله واحد في صفاته او صلاته الكيانية الثلاثة, وهذه الثلاثة هي في الجوهر الواحد.ومع ان هذا الكيان يفوق العقل البشري, إلا انه ليس ضد العقل, بل فوق العقل, وهذا هو المعقول, لانه إن لم يكن الله فوق عقولنا لما كان الله. ألعلنا نريد ان نخضع الله في جوهره وأقانيمه الثلاثة, لعملية حسابية بحسب عقولنا البشرية, حتى نقول أنه من غير المعقول ان يساوي الواحد ثلاثة والثلاثة واحدا?!
بل الله واحد وهو لا يحد بالأعداد, فهو قبلها وبعدها, ولا يخضع لقانون الجمع والطرح والقسمة والضرب.
وإن أعلن عن نفسه في الوحي المقدس , أنه يتواجد في عشرة أمكنة او اكثر في آن واحد, ألعله صار عشرة آلهة او اكثر ? او ألعله في مكان واحد هو الله, بينما في الأمكنة الأخرى هو صور متعددة لله?
لكنه يعلن لنا في وحيه المقدس أنه واحد أحد بأقانيمه الثلاثة, والله لا يحده المكان ولا تعده الأصابع! وإن كان قد أعلن عن ذاته في الوحي المقدس أنه واحد في ثلاثة أقانيم, ألعلنا نغالطه في حساباته, بحسب جدول الجمع في حساباتنا البشرية? والله لا تعده الارقام ولا تحسبه العقول! فالله يتشاور مع الله ويقرر الله أن يعمل ما تشاور الله مع الله على تنفيذه! كيف ذلك? ويأتي الجواب مما قالته الأشعرية عن ان صفات الله هي عين ذاته وغير ذاته, ومنزلة بين المنزلتين. وما أوتيتم من العلم ألا قليلا!
والله يحب الله بروح المحبة الإلهية في الازل, دون ان يكون انانيا, لان المحبة مكتفية بذاتها وتعبيرها وروح حياتها, والله محبة!
* والله يفكر في أعماله, والله يقرر اعماله, والله يعمل ما قرره وفكر ان يعمله. كما نجد تماما في نبوة اشعياء 34 :16و17 "فتشوا في سفر الرب واقرأوا. واحدة من هذه الخلائق لا تفقد... لأن فمه هو قد امر, وروحه هو جمعها".
ففكر الرب معلن في سفره او وحيه المكتوب, بانه قد خلق العالم, وفم الرب قد امر بحفظ الخليقة حتى لا تفقد واحدة منها , وروح الرب قد جمع الخليقة وحافظ عليها.
هذه صورة واضحة عن الثالوث في أقانيمه الواحد في جوهره وعمله وهدفه. فالآب هو المفكر والخالق, والإبن - الكلمة هو الآمر والحافظ والحامل الخليقة بقدرته, والروح القدس هو المنفّذ والجامع والممسك بدفة الكون وحياة الخليقة.
فيا لهذا المجلس الإلهي السامي العظيم الواحد, غير الموصوف تماما وكمالا بلغة البشر! ويا لسمو جوهر الله وذاته وصفاته الجوهرية التي لا شريك له او معه بها!
* أقانيم الله الواحد أزلي ; فالله يتكلم , والله يسمع كلامه, والله يعمل ما تكلّم به الله وسمعه. وهذا ما يفسّر ما جاء في نبوة اشعياء 6: 8 - 10 , حين كان الله في مجلس أقانيمه يتشاور ويسأل ويجيب: "ثم سمعت اي سمع اشعياء صوت السيّد قائلا: من ارسل ومن يذهب من اجلنا? فقلت: هأنذا أرسلني. فقال: اذهب وقل لهذا الشعب, اسمعوا سمعا ولا تفهموا وأبصروا إبصارا ولا تعرفوا. غلظ قلب هذا الشعب, وثقّل أذنيه, واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى! "
فقد سأل الله: "من ارسل, ومن يذهب من أجلنا," منتقلا من صيغة المفرد في "من ارسل" الى صيغة الجمع في "من اجلنا" , دليل على الحديث الإلهي الداخلي العميق والمشاورة والسؤال والجواب في مجلس أقانيم الله. فكان الجواب, مع انه بحسب الظاهر من النبي اشعياء, لكن بحسب الواقع والتحقيق كان بواسطة اقنوم الكلمة - الابن, الذي في تجسّده في السيد المسيح , اتم قرار المشورة الإلهية, حيث نقرأ في انجيل مرقس 4: 12 أن السيد المسيح هو الذي حقق نبوة اشعياء في ذلك الشعب الأعمى والأصم والغليظ القلب.
ولو قرأنا ما جاء في انجيل يوحنا 12: 37 - 43 لأدركنا ان تجسّد كلمة الله الأزلي في المسيح, هو الذي تكلّم عنه اشعياء في نبوته, بانه سيظهر للشعب ولن يروه بعيونهم على حقيقته, وسيكلّمهم ولن يقبلوه بقلوبهم الغليظة, ولن يرجعوا اليه ليشفوا.
فقد كتب اشعياء ذلك حين رأى مجد الله السيد جالسا على الكرسي العالي وهو يملأ الهيكل, وقال اشعياء ما قاله, حين سمع, بعون الله له, ما كان يدور في أعماق المجلس الإلهي الثالوث القدوس الواحد, وحين سمع الملائكة ينادون:
"قدوس قدوس قدوس , رب الجنود مجده ملء كل
الارض !" (اشعياء 6: 1 - 10) وإذ سمع اشعياء كلام الله ورآه, بعون الله, قال: "ويل لي ... لأن عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود!" فقال الوحي في انجيل يوحنا 12: 41و42 , أن اشعياء قد رأى مجد الابن الازلي, وتكلم عن تجسّده في المسيح, الذي آمن به كثيرون من رؤساء الشعب, غير أنهم لسبب الفريسين ومعلمي الدين اليهود, لم يعترفوا به, لأنهم لم يحبوا مجد الله (الذي رآه اشعياء بالنبوة في المسيح) وحده فوق كل مجد الناس .
أما الوحي في اعمال الرسل 28: 25 - 27 , فيؤكد أن معطي النبوة لإشعياء كان الله بروحه القدوس , إذ نقرأ: "كلم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي قائلا: اذهب الى هذا الشعب..." أما الوحي في سفر التثنية 29: 4 فيؤكد أن الذي حقق هذا الوضع في الشعب الغليظ القلب والفهم والمغمض العينين, هو الرب - يهوه - .
فنستدل من هذا التأمل الموجز, بأن الله الواحد في ثالوثه ومجلس أقانيمه قد تكلّم وأمر وحقق مشورته, وهو أتم نبوته لإشعياء الذي شهد عن مجد ثالوث الله الواحد, في مناداة الملائكة:
"قدوس قدوس قدوس رب الجنود..."
الله لا يخضع لحسابات البشر
لقد اعلن الله لعبيده الانبياء قبسا من مجده ونور ذاته البهي, على قدر استطاعة إدراك المؤمن, بعون الله وعمل روحه الصالح. وما أعلن الله لإشعياء النبي كان واضحا له, كما ولكل باحث مخلص في التقرب الى الله والى فهم إعلاناته عن ذاته في الوحي المقدس
. لقد قدَّر الله اشعياء ان يراه في الهيكل الممتلئ من مجده, بعد ما أسمعه مشاورات المجلس الإلهي العظيم, وبعدما استوعب مناداة الملائكة:
"قدوس قدوس قدوس رب الجنود,مجده ملء كل الارض ."
كان اشعياء ينمو في فهم جوهر الله الواحد, الثالوث المقدس , من خلال اعلانات الوحي المقدس. فنجد في سفره وفي الاصحاح الثالث والستين, مقابلة اخرى لله مع نبيه اشعياء, الذي دون لنا ما أعلنه الله له عن ذاته, فنقرأ, ويتساءل اشعياء:
"من ذا الآتي من ادوم بثياب حمر, من بصرة? من
هذاالبهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته ?"- فيأتيه الجواب -"اناالمتكلم بالبر ,العظيم للخلاص !" حتى لنقول: "ومن هو العظيم للخلاص إلا الله, ومن هو صاحب كلام البر إلا الهنا?" نتأكد من ذلك في متابعةالحديث, ويسأل اشعياء:
"ما بال لباسك محمّر, وثيابك كدائس المعصرة?"
ويجيبه الله المتكلم: "قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب (اي البشر) لم يكن معي احد. فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي, فرش عصيرهم(اي دماؤهم) على ثيابي فلطخت كل ملابسي, لأن يوم النقمة في قلبي وسنة مفديّي قد اتت. فنظرت ولم يكن معين, وتحيّرت إذ لم يكن عاضد. فخلصت لي ذراعي وغيظي عضدني".
لقد كان الله هو المتكلم مع النبي اشعياء, إذ ليس غيره القادر أن يدين البشر, ويدوس معصرة الغضب الألهي من الشرّ, وإذ ليس غيره الذي يعدّ يوم النقمة ويؤتي مفديّيه الى الراحة, وإذ ليس غير الله الذي نظر فلم يكن من مخلّص ولا شفيع ولا عاضد, فتدخل بذراعه وبغضبه وغيظه, كما نقرأ تماما في اشعياء 59: 15 - 20 "فرأى الرب (يهوه) وساء في عينيه أنه ليس عدل, فرأى أنه ليس انسان, وتحيّر من انه ليس شفيع, فخلّصت ذراعه لنفسه وبرّه هو عضده, فلبس البرّ وخوذة الخلاص , ولبس ثياب الانتقام... حسب الأعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا...ويأتي الفادي ...الىالتائبين عن المعصية, يقول الرب (يهوه)".
فالله هوالذي تقابل مع اشعياء باللباس البهي, متكلما بالبر, عظيما للخلاص , جامعا لمفديّيه, منتقما سخطا من مبغضيه, دائسا معصرةالغضب الإلهي وحده, بقدرته وعظمته.
ولو انتقلنا الى سفر الرؤيا للرسول يوحنا : 11 - 16: 19, لرأينا ان الله الذي تقابل مع النبي اشعياء هو كلمة الله , او الابن المتجسّد, المتكلم بالبر "الذي يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب, وهو متسربل بثوب مغموس بدم, ويدعى اسمه كلمة الله, وهو يضرب الامم, وهو يرعاهم بعصا من حديد, وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء وهو الذي له على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الارباب" .
لكن وحي الله لإشعياء النبي في الاصحاح 63 , تكلم عن الله - الروح القدس - الذي يدين الشرّ ويحاربه, والذي يرحم البشر التائبين ويريحهم, حيث نقرأ في اشعياء 63: 10 - 14 "ولكنهم تمردوا واحزنوا روح قدسه, فتحول لهم عدوا وهو حاربهم... اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه... كبهائم تنزل الى وطاء, روح الرب اراحهم".
فقد آمن اشعياء وكتب وحي الله, والمتعلق بأقنوم الروح القدس الذي يحزن لتمرد البشر عليه, والذي يتحول ويحارب الشر والاشرار, والذي يعود ويسير في وسط الشعب التائب, ويأتي بهم الى وطاء وسهل ليريحهم ويقودهم الى السلام والراحة.
وكما آمن اشعياء بكلمة الله المتجسد والمتكلم معه بالبر والخلاص كما وبالنقمة والغضب والدينونة, وكما آمن ايضا بالروح القدس الذي يقود الشعب ويعطيه الراحة, ويدين ويحارب المتمردين, آمن اشعياء ايضا بالله الآب الذي يغضب بسبب الشر ويرحم بسبب البر, فنقرأ في اشعياء 63: 15 - 16
"تطلّع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك, اين غيرتك وجبروتك? زفير احشائك ومراحمك نحوي امتنعت?! فانك انت ابونا وان لم يعرفنا ابراهيم وان لم يدرنا اسرائيل, انت يا رب ابونا وليّنا منذ الابد اسمك".
وايضا في اشعياء 64: 8 "والان يا رب انت ابونا, نحن الطين وانت جابلنا, وكلنا عمل يديك".
وهكذا نرى ان الله قد اعلن للنبي اشعياء عن نفسه انه الكلمة المتجسّد, والروح القدس القائد, والآب الخالق والسيّد.
نعم, فثالوث الله القدوس واحد, لان الله واحد في أقانيمه الثلاثة, وذلك فوق اعتبارات البشر
وحساباتهم. فالثلاثة في الله واحد, والواحد عنده
لا بداية له ولا نهاية. اي السرمدية زائد السرمدية زائد السرمدية يساوي السرمدية!
فهل نغالط الله في حسابه السامي, ان اعلن عن نفسه انه واحد في ثلاثة أقانيم في نفس الوقت ? فالذات الإلهية سرمدية, والتعبير الإلهي سرمدي, والحياة الابدية سرمدية, اي ان الآب سرمدي والابن سرمدي والروح القدس سرمدي ,والآب والابن والروح القدس ليسوا ثلاثة آلهة, بل الله الواحد السرمدي:
الله الآب و الله الابن و الله الروح القدس هو الله !
لم يعلن الله انه اقنومان سرمديان ولا اربعة أقانيم سرمدية او اكثر, بل انه: الآب (ذات الوجود), والابن (الكلمة اوالتعبير) , والروح القدس (روح الحياة . وهذا الاعلان واضح وسائد في كل اسفار الوحي المقدس .
فالله هو الآب والعقل المفكر والخالق, والابن الكلمة الآمر الناطق, والروح القدس العامل القادر الصادق. والله واحد في صفاته الذاتية المثلثة, وما حد الله عقل ولا فكر وما عبّر عن الله كلام ولا امر, وما فسّر الله عمل ولا بشر. فلا نغالطن الله في حسابه السرمدي في ثالوث أقانيمه ووحدانيتها , فان كان يوم واحد عند الرب كالف سنة والف سنة كيوم واحد ألعله لا يقدر ان يكون واحدا في ثلاثة أقانيم سرمدية? فالآب والابن والروح القدس واحد, ولهم اسم واحد: هو الله , (رسالة بطرس الثانية 3: 8 , يوحنا الاولى5: 7 , انجيل يوحنا 10: 30 , متى 28: 19).
والله الآب ازلي ابدي, سرمدي, فان اعلن عن نفسه انه الذات السرمدية والآب السرمدي, فلمن هو آب سرمدي, الا للابن السرمدي, الذي هو تعبير الذات السرمدية?
وان كان الآب والابن سرمديين في الذات الإلهية وتعبيرها, فروح حياة الذات والتعبير, الآب والابن, انما سرمدي قدوس متحد بهما, بما لا يصفه عقل ولا كلام.
لقد اعلن الله عن نفسه في وحي الكتاب المقدس , فما نحتاجه هو ان ندرس آياته الكريمة, لنقف على الحقيقة العظيمة, فنؤمن بها لنكون من الظافرين المباركين .


رد مع اقتباس