الموضوع
:
نحتفل بعيد دفن وَعبور الكلِّيَّة القداسة إِلى السَّماء
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
16 - 08 - 2022, 07:31 AM
walaa farouk
..::| الإدارة العامة |::..
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
122664
تـاريخ التسجيـل :
Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
مصر
المشاركـــــــات :
383,722
نحتفل بعيد دفن وَعبور الكلِّيَّة القداسة إِلى السَّماء
إِذ نحمل على ظهورنا ثوب الفضائل، نحتفل بعيد دفن وَعبور الكلِّيَّة القداسة إِلى السَّماء. فإِنَّ السَّماء على الأَرض، لمَّا اتَّشحت بثوب الخلود، انتقلت اليوم إِلى الخدر السَّماويِّ الأَبديّ.
اليوم والدة الإِله، الَّتي أَطبقت عينيها الجسديَّتين، تقدِّم لنا أَنوارًا مقدَّسةً مشعَّةً، كانت، إِلى عهدٍ قريبٍ، غير مألوفةٍ وَهي السَّهر على العالم وَالضَّراعة من أَجله أَمام وجه اللّٰه. اليوم، وَقد أَضحت خالدةً، ترفع يديها إِلى الرَّبِّ من أَجل خلاص العالم. لأَنَّها سمت إِلى القمم، فإِنَّها، كحمامةٍ نقيَّةٍ، لا تكفُّ عن الذَّود عنَّا ههنا. أَمَّا وَقد ارتفعت إِلى السَّماء فإِنَّها تطرد الأَبالسة لأَنَّها صلاة الشَّفاعة، من جهتنا، لدى اللّٰه. الموت، قبلًا، بسط سلطانه من خلال أُمِّنا حوَّاء، لكنَّه، حالما مسَّ ابنتها المغبوطة، مات بموتها لأَنَّه انغلب من ذاك الَّذي استمدَّت منه والدة الإِله قوَّتها.
والدة الإِله رقدت وَأَقول رقدت لا انطفأَت، لأَنَّها منذ أَن عبرت إِلى السَّماء لم تكفَّ، هناك، عن الذَّود عن الجنس البشريّ. بأَيِّ كلماتٍ نصف سرَّكِ؟ فإِنَّ الذِّهن ينحني وَاللِّسان يستبين عاجزًا لأَنَّ مجد هذا السِّرِّ يفوق كلَّ ذهن. لا شيء يضاهيه وَيتيح لنا أَن نفسِّره على نحوٍ أَو على آخر: كلُّ ما هو منكِ يتخطَّانا. فقد عدَّلتِ ما للطَّبيعة بميلادكِ الَّذي لا يوصف. مَن سبق أَن سمع بعذراءٍ تحبل بغير زرعٍ؟ يا للعجب! هذه الأُمُّ الَّتي تلد هي، أَيضًا، عذراءٌ عفيفةٌ، فإِنَّ مَن يولد منها هو اللّٰه. هذا الأَمر وحده يجعلها مختلفةً عن الجميع. لذا تقتبلين، عن حقٍّ، في رقادكِ المحيي، خلود النَّفس وَالجسد.
هل سبق لنا أَن سمعنا عن وفاةٍ كالوفاة الَّتي أُهِّلت لها والدة الإِله؟ كم ذلك عادلٌ لأَنَّه لا أَعلى من الَّتي هي أَعلى من الكلِّ؟ إِنَّ نفسي تُدهَش متى ارتحل عقلي إِلى رحيلكِ الفاخر، أَيَّتها العذراء! نفسي تعجب إِذ تهذُّ في رقادكِ العجيب! لساني يُعتقل متى تكلَّمتُ على قيامتكِ السرِّيَّة؟ مَن تُراه، في الحقيقة، أَهلًا لسرد كلِّ عجائبكِ؟ أَيُّ ذهنٍ، مهما سما يقدر، وَأَيُّ لسانٍ مهما كان فصيحًا، يحيط بقيمة أَفعالكِ وَيعرض وَيقيم أَسرار مجدكِ وَعيدكِ وَمديحكِ؟ كلُّ لسانٍ ينضب وَيهن إِن حاول، لأَنَّكِ تفوقين وَتسمين بغير قياسٍ، على القمم السَّماويَّة الشَّاهقة، وَبهاء نوركِ أَكثر أُلفًا من الشَّمس، وَقد حزتِ على ما يزيد عظمةً عن الملائكة وَكلَّ القوَّات الرُّوحيَّة غير المتجسِّمة.
القدِّيس ثيودوروس الستوديتي
الأوسمة والجوائز لـ »
walaa farouk
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
walaa farouk
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
walaa farouk
المواضيع
لا توجد مواضيع
walaa farouk
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى walaa farouk
البحث عن كل مشاركات walaa farouk