عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 08 - 2012, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

العظة الثالثة
الشركة الأخوية - ومقاومة أفكار الشر
الخلاص بيسوع وحده




“ان الأخوة ينبغي أن يعيشوا في اخلاص وبساطة ومحبة وسلام مع بعضهم البعض، وان يصارعوا أفكارهم الداخلية ويحاربوها"

الشركة الأخوية:

1- ينبغي أن يسكن الأخوة معاً في محبة كثيرة، وسواء كانوا يصلون أن يطالعون الكتب المقدسة، أو يمارسون أي نوع من العمل، يتأسسون على أساس المحبة المتبادلة. وبهذه الطريقة، فإن الميول المتنوعة تكون مقبولة، فالذين يصلون والذين يقرأون، والذين يعملون يستطيعون أن يعشوا جميعاً في اخلاص وبساطة بعضهم مع بعض لأجل منفعتهم. فما هو المكتوب؟ "لتكن مشيئتك كما في السماء، كذلك على الأرض" ( مت 6 : 10 ) لأنه كما أن الملائكة في السماء يسكنون معاً باتفاق عظيم، وسلام ومحبة، ولا يكون بينهم لا كبرياء ولا حسد بل يعيشون معاً في محبة واخلاص، هكذا ينبغي أن يسكن الأخوة معاً. وقد يوجد ثلاثون شخصاً تحت تدبير واحد ولا يمكنهم أن يستمروا نهاراً وليلاً في شيء واحد. لذلك فالبعض يعطون انفسهم للصلاة لمدة ست ساعات ثم بعد ذلك يميلون إلى القراءة، والبعض عندهم استعداد كبير لخدمة الغير، بينما البعض الآخر يعملون أي نوع من العمل.


2- فمهما كان انشغال الأخوة، فينبغي أن يقوموا به في محبة وبشاشة نحو بعضهم البعض. فالذي يشتغل منهم فليقل عن الذي يصلي "ان الكنز الذي يجده أخي هو كنز مشترك ولذلك فهو كنزي" والذي يصلي يقول عن الذي يقرأ "ان كل ما استفاده اخي من القراءة هو لمنفعتي" والذي يعمل فليقل "ان ما أعمله من الخدمة هو لمنفعة الجميع" كما أن اعضاء الجسد وهي كثيرة لكنها جسد واحد (1كو 12:12 ) وتساعد بعضها بعضاً، وكل عضو يؤدي وظيفته الخاصة، ولكن العين تنظر لحساب الجسد كله واليد تعمل لأجل الأعضاء كلها، والقدم تمشي وتحمل كل الأعضاء وعضو يتأمل مع كل الأعضاء بالمثل، هكذا فليكن الأخوة بعضهم مع بعض فلا يدين المصلي ذلك الذي يعمل بسبب قلة صلاته. ولا يدين الذي يعمل ذلك الذي يصلي قائلاً "انه يستريح بينما أنا أعمل". ولا يدين الذي يخدم ويعمل أخاً آخر بل فليفعل كل واحد ما يفعله لمجد الله. فالذي يقرأ ليقبل الذي يصلي بمحبة ولطف وهو يقول في نفسه "انه يذكرني في صلاته"، والمصلي فليفكر في الذي يعمل قائلاً في نفسه "ان ما يعمله انما هو لخيرنا ومنفعتنا جميعاً".

3- وهكذا يكون اتفاق عظيم وسلام ووحدانية في رباط السلام تربطهم جميعاً، ويستطيعون أن يعيشوا معاً في اخلاص وبساطة وفي نعمة الله. ولكن لا شك أن الأمر الرئيسي هو المداومة على الصلاة. وهناك أمر واحد لازم للجميع، وهو أن يحصل الإنسان في داخل نفسه على كنز، وعلى الحياة في عقله هذه الحياة التي هي الرب نفسه - حتى انه سواء كان يشتغل أو يصلي أو يقرأ فلا يزال حاصلاً على ذلك النصيب الذي لا يزول، الذي هو الروح القدس.
محاربة الأفكار واستئصال الخطية:

ولكن البعض يفكرون هكذا - أن الرب لا يطلب من الإنسان سوى الثمار المنظورة واما الخفيات فان الله هو الذي يصلحها. ولكن الحقيقة ليست هكذا. بل كما أن الإنسان يدافع عن نفسه فيما يخص شخصه الخارجي، كذلك يجب عليه أن يداوم الصراع والحرب في أفكاره الداخلية. فالرب يطلب منك أن تغضب على نفسك وتعارك مع عقلك، ولا ترضى بأفكار الشر أو تتصالح معها.

4- ومع ذلك فان استئصال الخطية والشر الساكن فينا فهذا لا يمكن تحقيقه الا بواسطة القوة الالهية. فانه ليس مستطاعاً للانسان ولا هو في امكانه وطاقته أن يستأصل الخطية بقوته الخاصة، وانما في قوتك أن تصارع ضدها وتحاربها، واما استئصالها فهذا عمل الله.


الانتصار والخلاص بيسوع:

لأنه لو كان مستطاعاً للانسان أن يستأصلها فأي حاجة كانت تدعو اذن لمجيء الرب إلى العالم؟ فكما أن العين لا تستطيع أن تنظر بدون نور وكما أن الإنسان لا يستطيع أن يتكلم بدون لسان، أو يسمع بدون آذان، أو يمشي بدون قدمين، أو يعمل بدون يدين، هكذا لا يستطيع الإنسان أن يخلص بدون يسوع وبدونه لا يستطيع الدخول إلى ملكوت السموات. وأما أن قلت: "اني في سلوكي الخارجي انا لا أرتكب الزنا والفسق، ولا أنا حسود ولذلك فأنا مستقيم" فانك تخطئ في هذا لأنك تظن انك أتممت كل شيء. فالخطية ليست هي ثلاثة أنواع فقط التي يجب أن يحفظ الإنسان نفسه منها، بل هي عشرة ألوف. فأين الغطرسة والوقاحة وعدم الايمان والكراهية والغيرة والخداع والرياء؟ الا ينبغي أن تصارع وتحارب ضد هذه في أفكارك الخفية؟ فإذا دخل لص إلى المنزل فانك تضطرب في الحال، ولا يدعك في راحة، انما تبدأ في المضاربة والمقاومة معه. هكذا ينبغي على النفس أن تضارب وتقاوم وتوجه القوة بقوة.

5- وما نتيجة ذلك.. انه بالمقاومة وتحمل الآلام تنال الارادة معونة وارتفاعاً وحتى إذا سقطت تقوم ثانية. وقد تلقيها الخطية في عشرة أو عشرين معركة وقد تغلب النفس فيها ولكن النفس بعد وقت تغلبها في معركة واحدة فإن كانت النفس تصبر ولا تفزع فانها تبتدئ تنال القوة وتتعقب العدو وتحمل عنائم الظفر بالخطية ولكن أن تفحصنا هنا ايضاً بدقة وجدنا أن الخطية قاسية وشديدة على الإنسان "الى أن يصل إلى انسان إلى قياس قامته"( 1كو 15 : 26 ) ، فيغلب الموت تماماً، لأنه مكتوب "آخر عدو يبطل هو الموت" (أف 5 : 26 ) ، وهكذا سيسودون على الشيطان وينتصرون عليه.

ولكن كما ذكرنا سابقاً أن قال أحد "انا لا أرتكب الزنا والفسق، ولا أنا طامع في المال وهذا يكفي، فهذا قد وضع في حسابه انه حارب ضد ثلاث قوات ولكني أقول له أن هناك عشرين آخرين تحارب بها الخطية ضد النفس وهو لم يحاربها ولذلك فهو ينغلب. فينبغي عليه أن يحارب ضدها جميعاً وان يجاهد، لأن العقل كما قلت مراراً كثيرة منافس معادل لها، ويملك قوة معادلة ضد الخطية ليقف ويرفض ايحاءاتها.

6- فاذا قلت أن القوة المضادة هي قوية جداً وان الشر له سيادة كاملة على الانسان، فانك بذلك تنسب الظلم لله حينما يدين البشر بسبب خضوعهم للشيطان لأن الشيطان قوي جداً ويخضع البشرية بقوة لا تقاوم. "انك تجعل الشيطان أعظم واقوى من النفس، ثم تقول لي لا تخضع للشيطان. فهذا مثل معاركة شاب مع طفل صغير، والطفل حينما يغلب يدان بسبب انغلابه. فهذا ظلم عظيم".

ولكني أقول لك حينئذ أن العقل البشري هو معادل صالح للعدو وموازن مساو ضده، فكل نفس بهذا الشكل حينما تطلب فانها تجد المعونة والحماية، ويمنح لها الفداء. فالحرب والصراع ليست غير متكافئة.



فلنمجد الآب والابن والروح القدس إلى الأبد آمين.


  رد مع اقتباس