جولة سياحية فى دير ابى مقار
---------------------------------
ينسب هذا الدير الى القديس الانبا مقاريوس , وهو اسم يونانى الاصل وترجمته " الطوباوى ".. ويسمى ايضا مكارى , ومقار , وابو مقار , ومقارة ..
وقد اتجه القديس مقاريوس الى البرية عندما كان عمره 40 عاما , فحفر لنفسه مغارة فى المكان المعروف الان بدير البراموس ,
وبنى به كنيسة ,
واجتمع حوله الكثير من الرهبان , فبنى دير البراموس ,
واكتظ هذا الدير بالرهبان , فأتجه الانبا مقاريوس جنوب الاسقيط بعد عشرين عاما قضاها فى هذا المكان ,
زار خلالها الانبا انطونيوس مرتين , واعطاه عكازه , بما يعنى انه يسلمه رئاسة الرهبنة من بعده ...
وهناك حفر لنفسه مغارة بها سرداب طويل ينتهى بمغارة اخرى حتى يتجنب مقابلة الزائرين ..
ولكن اجتمع حوله الرهبان وبنو لهم مساكن متفرقة , حتى بلغو عدة الاف ,
واصبح المكان ديرا بالفعل تتوسطه كنيسة , ولكنه كان بدون سور ولا حصن, ومركزه قلاية الانبا مقاريوس ....
فلما تنيح الانبا مقاريوس ,
اصبح جسده الذى دفن بنفس قلايته هو ذخيرة الدير الثمينة
وتحول الدير الى قلعة شامخة ,
وصار اغنى اديرة وادى النطرون بما يحويه من اثار رائعة ,
منها على سبيل المثال :
+ رفات 16 من الاباء البطاركة .
+ رفات 49 شهيدا شيوخ شيهيت .
+ رفات القديسة ايلاريا ابنة الملك زينون .
+ اجساد الثلاث مقارات .
+ رفات يوحنا المعمدان .
بركة وشفاعة القديس مقاريوس الكبير تكون معنا امين .
كنائس الدير ومبانيه الاثرية
------------------------
1- كنيسة الانبا مقاريوس
-----------------------------
يسمى هيكلها بهيكل ابى مقار , وايضا هيكل الانبا بنيامين " الذى دشنه عندما جددت الكنيسة " ولم يبق من الكنيسة سوى الهيكل , وهيكل يوحنا المعمدان ..
وتعتبر قبة هيكل الانبا مقاريوس اتقن وابدع مابنى من نوعها فى العالم .. هذا ومن القوانين التى وضعها الانبا بنيامين ان هذا الهيكل لايصلى عليه الا الكاهن المرسوم عليه فقط .
2- كنيسة الشيوخ " وهى كنيسة الشهداء ال 49 شيوخ شيهيت "
------------------------------------------------------------
كانت فى الاصل جزءا من كنيسة ابى مقار , وهؤلاء الشهداء سفك دمهم الطاهر عندما اغار البربر على الدير -
وكان هذا هو الهجوم الثالث للعربان - فرفضوا الاحتماء بالحصن , وظلوا فى مكانهم مع رئيسهم الانبا يوأنس القمص واستشهدوا جميعا .
3- كنيسة الشهيد ابسخيرون
-----------------------------
أبسخيرون معناها " الاب القوى " وهو شهيد قبطى استشهد ايام اضطهاد دقلديانوس وكانت هذه الكنيسة ايضا جزءا من كنيسة ابى مقار , فلما رممت الكنيسة الام انفصلت عنها , والان لم يبق منها الا الخورس الغربى حاليا ويستخدم كمائدة للدير ..
4- قبة الميرون
---------------
موقعها فوق الجزء البحرى الغربى من كنيسة ابى مقار , وكانت مكرسة لعمل الميرون المقدس , حينما نقل البطاركة مقر كرسيهم الى دير ابى مقار بعد مجمع خلقيدونية مباشرة , وظل الميرون يطبخ بها حتى منتصف القرن 14 ...
5- الحصن الاثرى
-------------------
وهو من اقدم اثار الدير , ويعتبر اضخم حصن فى الاديرة المصرية , ويتكون من ثلاثة طوابق , ويفصله عن الدير سقالة متحركة ترفع بعد ان يلجأ الرهبان اليه حال تعرضهم للهجمات , والطابق الارضى عبارة عن مخازن , وبه بئر ماء للشرب ...
اما الطابق الثانى فبه كنيسة بأسم السيدة العذراء ذات 3 مذابح . اما الطابق الثالث فبه كنيستان , احدهما هى كنيسة الملاك ميخائيل حارس الحصن , والاخرى هى كنيسة الاباء السواح ..
تعمير الدير
------------
تم فى الفترة الاخيرة تعمير دير ابى مقار , مثله مثل بقية اديرة وادى النطرون , فتم ترميم المبانى الاثرية به , وبنيت قلالى جديدة للرهبان , ومبانى للضيافة , ومستشفى , ومطبعة , ومبانى للمزرعة " التى تعتبر اكبر مزرعة فى الاديرة المصرية " .
من اقوال القديس مقاريوس عن انسحاق الروح " الاتضاع "
الكرامة والكبرياء كانتا فى البدء علة سقوط ادم بواسطة الحية .
ولازالت الحية الى الان تستعمل وسيلتها وهى مختبئة فى القلوب لتطرح وتهلك جنس المسيحيين بعلة الكرامة واحترام النفس ,
لذلك اتخذ المسيح صورة عبد وغلب الشيطان بالتواضع ليعلمنا طريق النصرة .
بركة وشفاعة القديس مقاريوس الكبير تكون معنا امين .
+ كشفه اسلحة الشيطان
جاء عن القديس مقاريوس
انه كان فى وقت ما سائرا فى اقصى البرية فابصر شخصا هرما حاملا حملا ثقيلا يحيط بسائر جسمه وكان ذلك عبارة عن اوعية كثيرة فى كل ركن منها رشة وكان لابسا اياها بدلا من الثياب فوقف مقابله وجها لوجه يتامله وكان يتظاهر بالخجل تظاهر اللصوص المحتالين
فقال للبار: ماذا تعمل فى هذه البرية تائها وهائما على وجهك
فاجابه الاب قائلا: انا تائه طالب رحمة السيد المسيح ولكنى اسالك ايها الشيخ باسم الرب ان تعرفنى من انت؟
لانى ارى منظرك غريبا عن اهل العالم كما تعرفنى ايضا ماهى هذه الاوعية امحيطة بك وما هو هذا الريش ايضا؟
وقد كان الثوب الذى عليه مثقبا كله وفى كل ثقب قارورة فاقر العدو بغير اختياره وقال:
يا مقاريوس انا هو الذى يقولون عنه شيطان محتال اما هذه الاوعية فبواستطها اجذب الناس الى الخطية واقدم لكل عضو من اعضائهم ما يوافقه من انواع الخديعة وبريش الشهوات اكحل من يطيعنى ويتبعنى واسر بسقوط الذين اغلبهم فاذا اردت ان اضل من يقرا نواميس الله وشرائعه فما على الا ان ادهنه من الوعاء الذى على راسى ومن اراد ان يسهر فى الصلوات والتسابيح فانى اخذ من الوعاء الذى على حاجبى والطخ عينيه بالريشة واجلب عليه نعاسا كثيرا واجذبه الى النوم
والاوعية الموجودة على مسامعى معدة لعصيان الاوامر وبها اجعلمن يسمع الى لا يذعن لمن يرشده
والتى عند انفى بها اجتذب الشاب الى اللذة اما الاوعية الموضوعة عند فمى فبواستطها اجتذب النساك الى الاطعمة
وبها اجذب الرهبان الى الوقيعة والكلام القبيح وبذور اعمالى كلها اوزعها على من كان راغبا ليعطى ثمارا لائقة بى فابذر بذور الكبرياء اما من كان على ذاته متكلا فانى اجعله متعاليا بالاسلحة التى فى عنقى
والتى عند صدرى فهى مخازن افكارى ومنها اسقى القلوب مما يؤدى الى سكر الفكر واشتت وابعد الافكار الصالحة من اذهان اولئك الذين يريدون ان يذكروا مستقبل حياتهم الابدية
اما الاوعية الموجودة عند جوفى فهى مملوءة من عدم الحس وبها اجعل الجهال لا يحسون واحسن لهم المعيشة على مذبح الوحوش والبهائم
اما التى تحت بطنى فمن شانها ان تسوق لفعل سائر انواع وضروب الزنى والعشق واللذات القبيحة
والتى على يدى فهى معدة لضرب الجسد والقتل
والمعلقة وراء ظهرى ومنكبى فهى مملؤة من انواع المحن المختصة بى وبها اقارع الذين يرومون محاربتى فانصب خلفهم فخاخا واذل من كان على قوته متكلا
والتى على قدمى فهى مملؤة عثرات اعرقل بها طرق المستقيمين ومن شانى ان اخلط فى بذر فلاحتى صنوفامن الحسك والشوك
والذين يحصدون منها يساقون الى ان ينكروا طريق الحق
وبعد ان قال هذا صار دخانا واختفى وان القديس القى بنفسه على الارض وابتهل الى الله بدموع لكى يحارب بقوته عن الضعفاء سكان البرية ويحفظهم