عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 08 - 2012, 01:32 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

قيل عن القديس مقاريوس


إنه كان يوصي تلاميذَه قائلاً:


«اهربوا من كلامِ النساءِ المؤدي إلى الهلاكِ».


وكان يقول:


«احذروا ألا تكون بينكم وبين صبيٍ دالةٌ،

لأن الصبيَ إذا رأيتَه صاعداً إلى السماءِ فهو سريعُ السقوطِ. فما عليكم إلا أن تطلبوا من المسيحِ إلهِنا أن يُعينَه».






بلغ الأب مقاريوس عن راهبٍ متوحد داخل البريةِ منذ خمسين عاماً لم يأكل خبزاً قط.


وقد كان يقول عن نفسِه إنه قتل ثلاثةَ أعداءٍ:


الزنى وحب المال والسُبح الباطل.

فمضى الأب مقاريوس إليه،


فلما رآه المتوحد فرح كثيراً وكان رجلاً ساذجاً.


فسأله الشيخُ عن عزائِهِ وعن أحوالهِ وعن جهادهِ،


فقال له: «إنه استراح من قتالِ الزنى وحبِّ المال والسُبحِ الباطل».



قال له الأب: «لي بعضُ أسئلةٍ أريدُ أن أوجهها إليك فأجبني عنها، وهي:


إذا اتفق لك أن عثرتَ على ذهبٍ ملقى وسط حجارةٍ


فهل يمكنك أن تميزَ الذهبَ من الحجارةِ»؟

قال: «نعم، ولكني أتغلبُ على فكري فلا يميلُ إلى أخذ شيءٍ منه».


قال: «حسناً.


وإذا رأيتَ امرأةً جميلةً


أيمكنك ألا تفكرَ فيها أنها امرأةٌ»؟

قال: «لا، لكني أُمسكُ فكري ألا يشتهيها».


قال: «مباركٌ.


وإن سمعتَ أن أخاً يحبُّك ويمجدُك وعن آخرِ يبغضُك ويشتمُك، واتفق أن حضر إليك الاثنان،


أيكونا أمامك في منزلةٍ واحدةٍ»؟

قال:

«لا. لكني أُمسكُ أفكاري فلا أكافئه حسب أعمالهِ وأقوالهِ وشتيمتهِ، بل أُظهرُ له المحبةَ».


أخيراً قال له الأب مقاريوس:


«اغفر لي يا أبي فإنك حسناً جاهدتَ وقاتلتَ وصبرتَ من أجلِ المسيحِ، لكن أوجاعَك ما ماتت بعد، بل ما زالت حيةً لكنها مربوطةٌ.


فتُب واستغفر اللهَ،

ولا تَعُد إلى ما كنتَ تصفُ به نفسَك لئلا تثورَ عليك الأوجاعُ بالأكثرِ».


فلما سمع المتوحدُ ذلك الكلامَ انتبه من غفلتِهِ وسجد بين يدي الشيخ قائلاً:


«اغفر لي يا أبي، فلقد داويتَ جراحَ جهلي بمراهمِ وعظِك الصالح».







قيل عن الأب مقاريوس مرة


إنه مضى إلى البهلس ليقطع خوصاً،


فأتاه الشيطانُ وأخذ منه المِنجلَ وهمَّ ليضربه به.

أما هو فلم يفزع بل قال له:


«إن كان السيدُ المسيح قد أعطاك سلطاناً عليِّ فها أنا مستعدٌ لأن تقتلَني»؛

فانهزم الشيطانُ وانصرف عنه هارباً.







قيل عن الأب مقاريوس إنه كان يوصي تلاميذَه بأن لا يقتنوا مقتنياتٍ البتة.

فقد كان يخاطبهم بقوله:


«إن الراهبَ له جبة مع أنه لا يساوي عند نفسِه جبة».


وكان يقول أيضاً:


«إن محبي المسيح الذين أرادوه قد تركوا نعيمَ الدنيا ولذَّاتها. وصارت منزلةُ العالمِ عندهم كمنزلةِ العُوَيْد الصغير، فلم يتألموا على فقدِ شيءٍ منه.


إن الإنسانَ الذي يأسف على فقدان شيءٍ منه فليس بكاملٍ بعد.


فإن كنا قد أُمرنا أن نرفضَ أنفسَنا وأجسادَنا فكم بالحري المقتنيات.


إن الشياطين تحترقُ بهذه الفضيلةِ وأمثالها عندما يرون إنساناً غيَر ملتفتٍ إلى الأشياءِ وليس بمتأسفٍ عليها إذا فقدها، لا سيما إذا علموا أنه يمشي على الأرضِ بغيرِ هوىً أرضي.


إن نيَّاتِ الناسِ مختلفةٌ حتى أنه يمكن لإنسانٍ بنيةٍ نشيطةٍ وحارةٍ أن يتقدمَ في ساعةٍ واحدةٍ ما لا يمكن لغيرهِ أن يتقدَّمه في خمسين سنةً إذا كانت نيَّتهُ متوانيةً.


والشياطينُ إذا رأوْا إنساناً قد شُتم أو أُهين أو خسر شيئاً ولم يغتم، بل احتمل بصبرٍ وجَلَدٍ فإنها ترتاع منه، لأنها تعتقد وتعلم بأنه قد سلك في طريقِ اللهِ».


  رد مع اقتباس