رؤيا القديس
وبعد أن قضي وقتاً طويلاً في البرية أي حوالي خمس سنوات في نسك كثير وأصوام وصلوات مع هذيذ .......
حدث في أحد الأيام بينما هو قائم يصلي أشرقت نعمة الله عليه من السماء فرفع عينيه ورأي الشهداء الذين أتموا جهادهم وهم يكللون بواسطة الملائكة فيؤخذون الي السماء ويضيئون أكثر بهاء من الشمس. عندئذ إشتاق في قلبه أن يصير شهيداً علي أسم ربنا. وسمع الرب يسوع أنات قلبه هذه الملتهبة حباً. وإذ بصوت من السماء يرن في تلك الساعة قائلاً " مبارك أنت يا أبا مينا لأنك دعين للتقوي منذ حداثتك. لذلك سوف تحصل علي ثلاث أكاليل لا تفني ولا تزول بحسب أسم الثالوث المقدس الذي من أجله قد جاهدت :" واحد من أجل بتوليتك "، وواح
من أجل حياتك النسكية، وواحد من أجل أستشهادك. هذا وسوف يصبح أسمك مشهور بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدوني في كنيستك التي ستبني علي أسمك وفوق ذلك كله ستحصل علي مجد لا ينطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي ".
إستشهاد القديس
نزوله الي العالم
عندما سمع المطوب هذا الكلام الإلهي أحس بشحنة روحية قوية تملأه، ونشوة من الفرح تغمره. وأخذته غيرة مقدسة فقام علي الفور وترك الصحراء ليمضي الي المدينة ويعترف جهاراً بأسم فاديه الحبيب فوقف في وسط الجمهور وأخذ يردد قول الكتاب المقدس ويصرخ ويقول بصوت عال :
"وجدني الذين لم يطلبوني، وظهرت لأولئك الذين لم يسألوا عني" أش 65 : 21، رو 10 : 20 .
فذهل الجمهور لهذا المنظر وحدث وصمت ولم يستطيعوا الكلام لأن هيئة القديس أبا مينا كان تحفها الوقار والهيبة بالرغم من مظهره النسكي وملابسه الخشنة حينئذ أخذ القائد يتسائل عما حدث : فأجابه البطل الشجاع " أنا مسيحي " فتعجب القائد جداً وقال له : " هل أنت تعطل الأحتفال السنوي بعيد الملوك مزدرياً بأوامرهم ؟ " وفي أثناء تساؤل القائد كانت أنظار الجموع تحدق بالقديس وتتفرس فيه وفي طلعته البهية وملبسه الحقير وشجاعته النادرة. وإذ ببعض الأتباع ( أتباع الملك ) يصرخون في وجة البطل قائلين للقائد ( بعد أن أخذتهم الحيرة والدهشة ) " نحن نعرف هذا الشاب جيداً فمنذ حوالي خمس سنوات كان يعمل جندياً في الفرقة المسماة لدتورياكون تحت قيادة فريميانوس البطل " !
أندهش القائد لساعته وأنتهر القديس قائلاً " يا هذا لماذا تركت جنديتك ؟ ّ وفوق الكل لماذا أعترفت أنك مسيحي " ؟ ! أجاب القديس " أنا جندي حقاً ز لكني أثرت أن أكوزن جندياً لربي يسوع المسيح لأجل مرضاه إسمه القدوس ".