عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24 - 08 - 2012, 06:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,207

هو لا يجرح ليقتل بل ليشفي

هو لا يجرح ليقتل بل ليشفي

ونحن نسير في الحياة نطأ اشواكا ً ونتعثر باحجار . نصطدم ، نسقط ، نتألم ، نُجرح واحيانا ً ننزف . لا يوجد انسان ٌ عاش أو يعيش على الارض معصوما ً من الجروح . لا بد من الجروح ، ومن الجروح تسيل الدماء ، اما شحيحة او غزيرة ، لكنها تسيل ، ونستمر ننزف حتى تتقدم ايدي تعصب الجرح وتوقف النزيف .

ويلتئم الجرح ، الا ان بعض الجروح تحتاج الى وقت ٍ حتى تلتئم . وبعض الجروح تلتئم بسرعة . وهناك جروح ٌ جسدية وجروح ٌ روحية . وجروح الجسد تلتئم اسرع من جروح الروح . وبعد ان يلتئم الجرح يترك أثرا ً ، بعضها عميق وبعضها سطحي . ويظل الاثر يذكرنا بالجرح ، وذكرى الجرح حتى بعد التئامه تُدمي .

ونحتاج الى نعمة ٍ ورحمة ٍ وعون ٍ من الله حتى يتوقف النزيف قبل الالتئام وبعده . في وسط معاناته وصبره قال ايوب في الاصحاح 5 : 18 " لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ . يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ . " حين يسمح الله بأن تُجرح ، ما ان يبدأ النزيف حتى تمتد يد الله ليعصب الجرح . حين تثقل عليك التجربة ، وتبدأ تشعر بالألم ، يتقدم الله اليك ليعينك .

هو لا يجرح ليقتل بل ليشفي . ولا يكسر ليسحق بل يُجبر . الله ، ابونا ، رحيم ، حنون ، قلبه ُ عطف ٌ وحب . يُخرج من مِنَ الآكِلِ لنا أُكْلا ً ومن الجافي لاولاده حلاوة . تنزل السيول تُغرق ، لكن ما ان تنجرف حتى تترك ورائها خضرة ً وخيرا ً . يحدث البركان ، يحطم ، لكن ما أن يهدأ حتى تخرج من جوف الارض معادن ثمينة . تحت الصخور الجافة السوداء تنبع مياه ينابيع رقراقة . تحت الاحجار الصلبة المتراكمة تنبت اعشاب ٌ خضراء ناعمة .

من الصراخ يُخرج الله الحانا ً ، ومن البكاء يأتي الله بالفرح . لا تخشى الجروح فالعِصابة في يد الله الممتدة . لا تنظر بخوف ٍ الى الغيوم السوداء فخلفها يُشرق وجه الله . الله يجرح ويعصب . انه يسحق ويشفي .
رد مع اقتباس