8- السيد المسيح في ضيافتها 3 أيام :
جرت أحداث هذه القصة منذ نصف قرن عندما كانت وقتها بمركز الكوامل بسوهاج فقد أتى رجلا فقيرا إلى هذه البلدة وطاف بين سكانها وبخاصة الأقباط حتى يتثنى له المبيت فرفضه الجميع حتى أن بعض الوعاظ رفضوا مبيته أيضا بإحدى الجمعيات القبطية. فدله البعض على بيت أم سعيد مضيفة الغرباء والمساكين. فقامت القديسة باستقباله بترحيب شديد وسخنت ماء وغسلت قدميه وظل في ضيافتها 3 أيام وتحدث معها حول العهد القديم والعهد الجديد وكانت في أثناء ذلك تقوم بغسل قدميه المتورمتين كل يوم وهي تعبر عن ذلك للأباء الرهبان قائلة "فضلت نملس في رجليه، وارمين رجليه، فضلت اغسله تقول رجليه زي الحرير وأنا فرحانة بيه" وقد كشف لها عن الضيقات المستقبلية التى ستقابلها في مشوار حياتها فقال لها "يا بنتى ما تخافيش من الآلام وإحنا كنا نتألم لكن يا بنتى ده المسيح حى وهو اللى حارسك فما تخافيش أبدا لأن قدامك آلام كتيرة" وفي نهاية الثلاثة أيام دعى لها بالبركة وطلب منها زيارة الجمعية القبطية التى بالبلدة فذهبت معه وتقابل مع الوعاظ الذين رفضوا بياته وطردوه عندما جاء القرية يطلب ضيافة وقال لهم "لو جالكم الملك فاروق كنتم ترحبوا بيه وتفرشوا المكان وتزينوه ولكن لما يجي المسيح وياخد شكل واحد غلبان وفقير ما ترضوش تقبلوه واسمكم وعاظ وبتقولوا كلمة الإنجيل ولا واحد منكم اسمه في السما !"
وخرج بعدها في طريقه وبصحبته أم عبد السيد التى فوجئت باختفائه من جوارها فعلمت بالروح انه الرب يسوع ففرحت وقالت "يا سلام تقعد معايا 3 أيام وتنام وما ناخدش بركة منك يا حبيبي".
و بعد عمر يناهز 80 عاما في ملء البركة وحياة القداسة، حان تسليم الوديعة. فكشف لها الرب عن موعد انتقالها إليه فكانت تخبر الناس في فرح أن أيامها قد أوشكت على الانتهاء وإنها ستقابل حبيبها يسوع.
تقول زوجة ابنها إنها قبل نياحتها بفترة بسيطة دخلت إلينا وقالت "أنا خلاص ها انتقل" فقلت لها "هو انت ها تموتى قبل ما تفرحى بمجدى ابنى طيب استنى لما تجوزى مجدي" فقالت " يا بنتى مفيش موت ده انتقال وأنا هنتقل قبل فرح مجدي وهاحس بيكم في السما" قلت "هتحسى بينا" قالت "ايوه لأنه انتقال مش موت"
و كانت حفيدتها ميرفت قد أتت لزيارتها من الصعيد وقبل أن تعود للبلدة قالت لها أم عبد السيد "يا حبيبتي يا غالية انت لو جيتى تانى مش هتلاقينى" فردت "15 يوم وراجعة لك يا ستى" أما هي فقالت "بعد 15 يوم لوجيتى مش هتلاقينى".
و بينما كان نجلها بطرس يصطحب ابنة شقيقه في العودة لقضاء بعض الأشغال قالت القديسة صدقني يا ولدى لو سافرت الصعيد مش هتمشى ورايا. فقال لها في دعابة "يا شيخة انت كبرتى والا إيه حبكت يعنى تموتى بعد ما أمشى" ولم يعطى اهتماما فكان أن اتصل به شقيقه عبد السيد من مصر ليخبره بانتقال والدته التى تنيحت في يوم 27/12/1993 ولم يسعفه الوقت بالمشاركة في الدفن كما تنبأت أمه بذلك.
الرسالة جات لي وكفنى محضراه :
قبل سفر إحدى الخادمات لزيارة ابنها في أمريكا التقت أولا بأم عبد السيد وقالت لها "بعد رجوعي من السفر هجيلك" لكنها أنبأت بالرحيل وقالت "هترجعى مش هتلاقينى لأن جاتلى رسالة خلاص وكفنى محضراه فوق الدولاب" وبعد عودة الخادمة من أمريكا تأخرت قليلا في لقاؤها بأم عبد السيد وعندما جاءت لزيارتها وجدتها قد فارقت الحياة منذ 3 أيام فحزنت حزنا شديدا على موت هذه الانسانة البارة.
بركة صلواتها فلتكن معنا جميعنا أمين.