[walaa farouk]

كان والدة شاروبيم بك يتولى وكالة تفتيش عموم الفوريقات(مصانع)ثم اصبح ناظرا لمخازن المهمات ببولاق..انعم علية محمد على باشا برتبة اغا وتعني سيد أو رئيس..ورزقة الله بولدين ميخائيل وحنا
ولد حنا عام ١٨٤٧ وتعلم بمدرسة الاقباط التى انشاها البابا كيرلس الرابع فتعلم فيها العربية والايطالية والقبطية والخط والحساب ولما كبر عين فى دائرة والدة الخديوى اسماعيل وقد عرف عنة همتة واستقامتة فحاز على ثقة والدة الخديوى ومحبة خليل اغا باش اغا القصر العالى فصار حنا باشكاتب دائرة القصر العالى وصاحب الكلمة فيها واستمر يدير شؤون الدائرة لمدة ١٨عاما كان فيها مثال للقبطى الامين ونصيرا للحق ومشيرا للكبير وابا للصغير ومواسيا للفقير
وبعد ان توفى الخديوى اسماعيل اصبح محمد توفيق باشا خديوى البلاد فحدثت تغييرات فى ادارة القصر العالى فقدم حنا بك استقالتة...ارسلت لة والدة الخديوى عدة مرات للعودة لمنصبة لكنة كان يرفض حتى ارسلت الية يوما رسالة تقول لة فيها ...
اويرضيك يا حنا ترك بيتى الذى رباك لتكون مديرة فى ايام الرخاء ومدبرة فى ايام الشدة وعونى على حزنى لغياب ولدى.
ويبدوا ان الخصومة كانت كبيرة بينة وبين الخديوى محمد توفيق لانة بعد كل تلك المحاولات لم يرضى بالعودة للعمل ولكنة فضل خدمة القصر من بعيد فتولى رئاسة تفتيش المتأخرات بالاقاليم القبلية فكان كاعادتة مثال الهمة والعفة والاستقامة ونال اعجاب عبد الرحمن باشا ناظر المالية فانعم علية بالرتبة الثانية كما اسند الية اعمال نظارة المالية فى مديرية البحيرة فقام بواجبة على أكمل وجة فانعم علية الخديوى بالنيشان المجيدى الثالث
كان حنا بك لا يرضى بالظلم ومحسننا على الفقراء فكتب فى سيرتة انة يوما كان باحدى قرى كفر الدوار للتحقيق فى شكوى احد الفلاحين ورغم ان اليوم كان شتاء شديد البرودة وهطلت فية الامطار بغزارة لكنة اصر على البقاء وعدم المغادرة حتى رد للرجل حقة ورجع حنا بك على دابتة وسط هذا الجو حتى وصل منزلة فاصيب بالحمى عدة ايام نتجت عنها الم عصبى مستمر بالساقين اقعدتة فى منزلة فلما احس بالوهن ولم يستطيع تأدية عملة قدم استقالتة
وبقى حنا بك فى مرضة ثلاثة سنوات حتى توفى عام ١٩٠٠ وكما يقول كاتب سيرتة بكتة المروءة وندبتة الشهامة ونعاة القصر الخديوى وكرمتة نظارة المالية على جليل اعمالة