الموضوع
:
سر الحزن الدفين ودرس العمر، وخبرة السنين
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
01 - 04 - 2022, 01:35 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,352,814
سر الحزن الدفين ودرس العمر، وخبرة السنين
سر الحزن الدفين
بدأ المسيح هذا المثل بأن صاحب هذه القصة هو «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ»، يمتلك كل سبُل الراحة والرفاهية ومسببات الفرح، بحسب النظرة البشرية. ثم يقول إن هذا الغني «أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ»؛ إذًا هو أيضًا اختبر في ذلك الوقت النجاح في العمل بشكل خاص.
تُرى ما الذي نتوقَّعه من شخص غني أخصبت كورته، وفاضت أراضيه بخيرات جزيلة؟
كنا نتوقع أن يفعل كما قال الكتاب: «تَفْرَحُ بِجَمِيعِ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لَكَ وَلِبَيْتِكَ» (تث26: 11)، وأن يرفع عينيه نحو السماء مقدِّمًا الشكر والسجود للإله العظيم الذي أعطاه هذا الخير، أو على الأقل يفكر في الإله المتسلط على كل شيء، كما صلي داود يومًا: «الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ، وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ» (1أخ29: 12).
لكن، للأسف الشديد، فإن أول ما فكَّر فيه ذلك الغني هو نفسه، وبدلاً من أن يرفع عينيه للسماء، انحنى أكثر منشغلاً بذاته وبأرضه وما يملكه. هذا ما نستنتجه من خلال الكلمات التي نطَق بها بعد ذلك، متحدِّثًا إلى نفسه بياء الملكية «لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ ... أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي!». هو لا يرى أحدًا إلا نفسه، ولا ينسب النجاح إلا لذاته، ولا يتكل إلا على إمكانياته. هو من يجمع، وهو من بيده الفرح والراحة والغذاء والشراب. أين إلهك من كل هذا؟ للأسف غير موجود بحساباته على الإطلاق.
وهذا هو حال الكثيرين في هذه الأيام، أغنياء كانوا أم فقراء. الكل يبحث عن ذاته، وعن إشباع نفسه. الكل مشغول بما يمتلكه وما ينقصه وما يحتاجه. ووصل الحال بالبعض أنهم ينادون بعدم وجود الله، والبعض الآخر ينادون بأنه موجود لكنه لا يتدخل في شئوننا، ولا يعرف عنا شيئًا. إنما الإنسان هو المسؤول عن كل شيء في حياته، هو ذات الأسلوب والتفكير الذي جعل ذلك الغني يستغني عن الله، ولا يفكِّر فيه. وهذا الأمر هو أحد الأسباب الرئيسية لحالة الحزن والأسى البادية على الوجوه، وتغمر القلوب في هذه الأيام.
درس العمر، وخبرة السنين
من الأمور التي تدعو للدهشة في هذا المثل، أن ذلك الرجل كان غنيًا، لكنه لم يتمتع بهذا الغنى، ولم يفرح بما وصل إليه. ومع كل هذا ما زال يتوقع أنه سيفرح إذا زاد غناه!!
ألم يتعلم من ماضيه أن الغِنى لا يُفرح القلب؟ ألم يعرف بعد أن السعادة ليست في الأموال والمخازن والأراضي والممتلكات؟
من المفترض أنه تعلَّم الدرس من خبرة السنين، وأدرك صحة المكتوب: «إِنْ زَادَ الْغِنَى فَلاَ تَضَعُوا عَلَيْهِ قَلْبًا» (مز62: 10)، «لأَنَّ الْغِنَى لَيْسَ بِدَائِمٍ» (أم27: 24). لكنه بغباء شديد كان يدور في الدائرة ذاتها، ويتوقع نتيجة أخرى!!
والحياة تعلِّمنا أن الغِنى كثيرًا ما كان سببًا في تعاسة الكثيرين، وأحد المعوقات الرئيسية للفرح، كما هو الحال في قصة الشاب الغني الذي «مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ» (مت19: 22).
كان بطل قصتنا غنيًا ولم يفرح، فاعتقد أنه لو أصبح أكثر غنى سيفرح!! ويا له من مسكين!
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem