الموضوع
:
الأيام الأخيرة فى حياة البابا كيرلس
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
20 - 03 - 2022, 10:31 AM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,348,275
الأيام الأخيرة فى حياة البابا كيرلس
الأيام الأخيرة فى حياة البابا كيرلس
أترك هذه المساحة محباً للدكتور مينا بديع عبدالملك، أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية، لنحتفى جميعاً معه بذكرى نياحة البابا العظيم كيرلس السادس، الذى تحل ذكراه فى 9 مارس من كل عام، ومرور 46 عاماً على رحيل أب عظيم ملتحف بالفضائل.
مقالات متعلقة
«البابا كيرلس هو البطريرك 116 فى عداد بطاركة الكرازة المرقسية. وطوال فترة حبريته (1959- 1971) قدم نموذجاً طيباً للأبوة الحقة. لم تفارق الحياة الرهبانية، بكل ما فيها من تقشف ونسك وعبادة حارة، حياته، تلك التى تجلت فى ملبسه البسيط ومأكله القليل والذى كان يُشرك فيه فقراء شعبه.
اعتاد طوال حياته البطريركية أن يقيم صلوات يومية، سواء بالكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية أو بالكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية أو بدير مارمينا العجايبى بمريوط. وإذ كنت معاصراً له طوال فترة بطريركيته فقد اشتركت معه فى الصلوات بتلك الأماكن الثلاثة.
لم يُحصن شعبه بأى شىء سوى بالصلاة، بل والصلاة بصدق، بدون رياء أو ادعاء تقوى، كان يهرب من معظم صلوات ليالى الأعياد التى كانت تحرص الإذاعة المصرية والتليفزيون على إذاعتها، بل كان ينتدب أحد الأساقفة لرئاسة الصلوات، أما هو فكان يصلى بعد ذلك صلواته حتى مطلع الفجر.
أتذكر حينما كنا نصلى معه كان يقول لنا بأبوة معهودة: «يا أولادى داروا على شمعتكم تنور». لذلك كان يحرص أن يقدم الكثير من أعماله الجليلة دون دعاية، ولأنه أعتاد منذ صباه أن يعطف على المحتاجين ويشاركهم احتياجاتهم، فعندما تولى المسؤولية لازمته هذه الفضيلة، فلم يرفض سائلاً بغض النظر عن عقيدته أو ديانته، لأنه كان يعتبر جميع المصريين أولاده وهو مسؤول عنهم، وكم أعطى طعام إفطاره للفقراء.
أذكر فى فترة مرضه الأخيرة بسبب الجلطة التى كانت بساقه، رفض أن يسافر للخارج للعلاج مشاركة منه لشعبه الذين يُعالجون بداخل مصر، وكم طلب منه الرئيس عبدالناصر أن يسافر إلى مصحة فى روسيا للعلاج لكنه شكر الرئيس على عظيم اهتمامه.
لكن حدث فى فترة الرئيس السادات أن زادت عليه الأمراض ورفض أن يتوجه للعلاج فى أى مستشفى، فلازم قلايته البطريركية البسيطة بالأزبكية، وخصصت وزارة الصحة الطبيب «ميشيل جرس ميخائيل» ليكون ملازماً له بصفة دائمة. وفعلاً توجه د. ميشيل إلى الدار البطريركية وأقام فى حجرة بجوار قلاية البابا.
ويذكر د. ميشيل فى كتابه عن ذكرياته مع البابا (باللغة الإنجليزية، وهو مقيم حالياً بلندن)، قال: عندما توجهت للإقامة بالدار البطريركية كان يوم أربعاء (وقد اعتاد الأقباط أن يصوموا يومى الأربعاء والجمعة أسبوعياً). وبعد فترة حضر عم وديع فوزى (الله يقدس روحه) الذى كان يُعد الطعام للبابا، ودخل الحجرة ومعه صينية كبيرة بها طعام والصينية مُغطاة بورق جرائد (فى منتهى البساطة) ووضع الصينية فى الغرفة وغادرها.
عندما بدأ د. ميشيل يستعد لتناول الطعام وجد فرخة وشوربة... إلخ. فوضع الغطاء الورقى ولم يتناول الطعام. بعد فترة جاء عم وديع لاسترداد الصينية، فوجد أن د. ميشيل لم يأكل شيئاً!! فسأله عن سبب عدم تناوله الطعام، فقال له: «اليوم أربعاء وأنا صائم». فكانت إجابة عم وديع: «هذه كانت تعليمات البابا ولا نقاش فيها».
رفض د. ميشيل تناول الطعام. وبعد فترة توجه لقلاية البابا لإجراء بعض الفحوص الطبية، فبادره البابا قائلاً: «يا حبيب أبوك لماذا لم تأكل؟»، فأجابه: «لأن اليوم أربعاء أى صيام»، فأجابه البابا: «ما أنا عارف أنه صيام، لكن يا بنى أنت هنا ستتعب كثيراً معنا وستسهر كثيراً، ومحتاج لطعام مغذ. كُل يا بنى وربنا يباركك».
وذكر لى د. ميشيل تلك القصة- وقصصاً أخرى- والدموع فى عينيه. وبعد أن أكمل جهاده بسلام رحل الأب المحبوب فى صباح الثلاثاء 9 مارس 1971 تاركاً ذكرى طيبة فى نفوس جميع المصريين. فقد سكن فى القلوب بالحب واستوطن فى السماء بجهاده الحقيقى.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem