الموضوع
:
أن الخطية ليست إلا فعلَ أثرٍ باقٍ من الحالة الحيوانية الأصلية
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
13 - 03 - 2022, 12:13 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,311,721
أن الخطية ليست إلا فعلَ أثرٍ باقٍ من الحالة الحيوانية الأصلية
أن الإنسان سيظل حيواناً إلى الأبد. على أن البعض الآخر يراوده الأمل بأن الإنسان، ما دام حتى الآن قد تطور على هذا النحو المتقدم المجيد بالنظر إلى أصوله، سيرتقي بعدُ في رقيّه مستقبلاً، حتى يُصبح ملاكاً على وجه الاحتمال. وأياً كان الأمر، فإن تحدُّر الإنسان من الحيوان بدا شيئاً يقدم حلاً لمشكلة الخطية لافتاً للنظر. فإذا كان أصل الإنسان يعود إلى صدوره عن الحياة الحيوانية، فطبيعيٌّ جداً وأمرٌ لا يدعو إلى العجب أن الحيوان القديم يظل ناشطاً فيه حتى يتحدى أحياناً ضوابط الأدب ويتعداها.
ولذلك يرى كثيرون أن الخطية ليست إلا فعلَ أثرٍ باقٍ من الحالة الحيوانية الأصلية. فالانغماس في الشهوة، والسرقة، والقتل، وما شابهها، ممارساتٌ كانت شائعةً بين الشعوب القديمة جداً مثلما هي بين الحيوانات، وهي تظهر الآن أيضاً في الأفراد المتخلفين من المدعوين مجرمين. غير أن هؤلاء الناس الذين يتردَّون من جديد في الممارسات القديمة والأصلية من حقهم ألا يُعتبروا مجرمين، بل بالأحرى أشخاصاً متخلفين، أو ضعفاء، أو مرضى، أو مجانين تقريباً. وينبغي ألا يعاقبوا في السجون بل أن يعالجوا في المصحات. فكما الجرح في الجسم، كذلك المجرم في المجتمع. وما الخطية إلا مرض يصحب الإنسان من وجوده الحيواني السالف ولا يقمعه الإنسانُ إلا بالتدريج.
وإذا تابع المرء هذا الحظ الجدلي حتى نهايته المنطقية، باحثاً عن تفسير الخطية في الشهوة الحسية، أو الجسد، أو الأصل الحيواني، فمن الطبيعي أن يصل إلى العقيدة التي غالباً ما تم التعليم بها في الماضي والتي ترى أن نقطة الخطية هي في المادة، أو بتعبيرٍ أكثر عمومية: في الوجود المحدود لكل المخلوقات. وقد كان هذا الرأي منذ القديم رأياً مفضلاً. وبحسبه أن الروح والمادة متضادتان، كشأن النور والظلمة. وهذا التضاد أبدي بحيث لا يمكن للأمرين أن يصلا إلى شركة كاملة وصحيحة أحدهما مع الآخر. فالمادة إذاً ليست مخلوقاً، لأنه لم يكن ممكناً أن يخلق إله النور هذا الشيء المظلم. فلا بُدَّ أنها كانت موجودة أزلاً إلى جانب الله، عديمة الشكل ومظلمة، بمنأى من كل نور وحياة. حتى إنها عندما أعطاها الله شكلاً فيما بعد واستخدمها ببناء هذا العالم، ظلت غير قادرة على اتخاذ الفكرة الروحية في ذاتها وعلى العودة إليها. فإذ هي مظلمةٌ في ذاتها ما كنت لتتقبل نور الفكر.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem