في سفر التكوين يتكلم على سقوط الإنسان وعصيانه. ومن المفترض أن ذلك قد حدث بعد فترة ليست طويلة من خلْقِه، إذ ارتكب ذنب تعدي الوصية الإلهية.
فالخلق والسقوط ليسا متزامنين، وينبغي ألا يُخلطا بعضهما ببعض، إذ يختلفان أحدهما عن الآخر في الطبيعة والجوهر، غير أنهما قريبان زمنياً الواحد من الآخر. هكذا كانت الحال بالنسبة إلى الملائكة. ولا يزودنا الكتاب المقدس بخبر مفصّل في خلق الملائكة وسقوط بعضهم، بل يُطلعنا على ما نحتاج إليه من ذلك حتى نفهم الإنسان وسقوطه حق الفهم، بغض النظر عن الاسترسال في التفصيل، دون أن يورد البتة أي تلميحات من شأنها أن تُرضي فضولنا.
إنما نعلم يقيناً أن الملائكة موجودون، وأن عدداً كبيراً منهم سقط، وان هذا السقوط أيضاً حدث في بداية العالم. حقاً إن البعض قد حدد وقت خلق الملائكة وسقوط بعضهم بزمنٍ أقدم كثيراً، في أثناء الزمان السابق لتكوين (1: 1)؛ غير أن الكتاب المقدس لا يُقدّم أساساً لاعتقادٍ كهذا.
يتحدث (تك 1: 1) عن عمل الخلق الكامل، ومن المحتمل أن (تك 1: 31) يشمل في ما يقوله هذا العمل بكامله لا خلْقَ الأرض وحدها، حيث نقرأ: ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسنٌ جداً.
فإن صحَّ هذا، فلا بُدَّ أن يكون تمرد الملائكة وعصيانهم قد حدثا بعد اليوم السادس من أيام الخلق.