[walaa farouk]

۱) عجيب أن السيد المسيح وهو على الصليب في مظهر الضعف والانهزام كان يعطى.
أعطى لصالبيه المغفرة، وأعطى اللص اليمين الفردوس، وأعطى العذراء إبناً روحياً ورعاية وأهتماماً،
وأعطى يوحنا الحبيب بركة العذراء في بيته، وأعطى الآب ثمن العدل الإلهي الذي يتطلبه،
وأعطى البشرية كفارة وفداء، وأعطانا أيضاً اطمئنانا على تمام عمل الخلاص، أعطى لكل أحد
، وهو الذي لم يعطه أحد شيئا، قدم للبشر كل هذا، في الوقت الذي لم يقدموا له فيه سوى مر وخل.

٢} المسيح في عبارة "يا أبتاه اغفر لهم" أثبت لاهوته، وفي عبارة "إلهى" أثبت ناسوته،
ومن كليهما معاً أعلن انه الإله المتأنس، الله الذي ظهر في الجسد (اتي 3: 16)،
في عبارة "يا أبتاه" شجب الهرطقة الآريوسية التي انكرت لاهوت المسيح في القرن الرابع،
وفي عبارة "يا إلهى" شجب هرطقة اوطيخا الذي أنكر ناسوت المسيح في القرن الخامس،
في الاولى تكلم كابن الله، وفي الثانيه تكلم كابن الإنسان كنائب عن البشر.

۳) کثيرون التقوا مع الرب في الكنائس والمعابد وآخرون التقوا به في مخادعهم المغلقة عليهم ساعة الصلاة
، أما أن يكون مكان اللقاء على الصليب، فهذا

عجیب حقا. هل كان هذا اللص يفكر إنه إذا تاب في يوم ما
والتقى بالرب يكون لقاؤه به في مثل هذا الموضع؟