روائع من تاريخ الكنيسة _ 13
+ بعد نياحة البابا يؤنس الثالث ( البابا الـ 40 )
اجتمع الأساقفة والاكليروس ليختاروا من يخلفه على الكرسي البطريركى ..
وكان في ذلك الوقت شماس اسمه جاورجيوس زعم انه خير من يجلس على الكرسي المرقسي
فلجأ إلى التملق واستخدام العبارات المعسولة لبلوغ هذه الغاية
وقد استطاع أن يستميل بعض الأساقفة إلى جانبه ..
وفى مقابله كان بعض من الأساقفة يفضلون راهبا متواضعا اسمه ايساك وكان هذا الراهب سكرتيرا للبابا الراحل ..
فاجتمع الأساقفة للصلاة وحدث بينما هم يصلون أن الراهب ايساك كان واقفا في ركن الكنيسة
فحدث أن انكسر القنديل المعلق في هذا الركن فانسكب الزيت فوق رأس ايساك
وما كاد المجتمعون يرون ذلك حتى صاحوا بصوت واحد ( أكسيوس ) مستحق ايساك للكرامة ...
وفى اليوم التالي اصطحب الأساقفة ايساك إلى الوالي ليأذن لهم برسامته بطريركا ..
وكان الموالون للشماس جاورجيوس قد سبقوا وذهبوا إلى دار الولاية .. فطلب الوالي أن يرى الاثنين بنفسه ...
ولما مثل المرشحان أمامه
وجد أن جاورجيوس وجيه الشكل أنيق المنظر ..
أما ايساك فكان عكس ذلك ..
فدهش الوالي من أن الأغلبية تساند ايساك فسألهم :
كيف تفضلون رجلا بسيطا متواضعا على رجل غاية في الوجاهة ؟ ..
فأجابه الأساقفة في ثقة وتأكيد :
إن الله الذي يختار أنبياءه قد أختاره ..
وهو تعالى حين يختار رجاله ينظر إلى قلوبهم وليس منظرهم أو وجاهتهم ....
فزاد اندهاش الوالي أكثر
وهنأ الأساقفة الذين ابدوا تقديرهم للقيمة الشخصية دون أن يأخذوا بالمظاهر ..
وأذن لهم على الفور برسامة الراهب المختار بطريركا ....
المرجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري