+ لماذا أعتمد الرب في نهر الأردن بالذات؟
هناك (يش 20: 7-17) قصة العبور لأرض الموعد في عبور بنى إسرائيل بقيادة يشوع في نهر الأردن لما وضعوا تابوت العهد في الماء انشق النهر فعبروا فيه وانتخبوا 12 رجل من أسباط إسرائيل رجل من كل سبط واخذوا حجارة ومروا عليها حتى عبروا نهر الأردن. قصة العبور كانت هذه القصة رمزا لعبورنا من خلال الرب المتجسد للسماء أرض الموعد الحقيقية لذلك انفتحت السماء حين نزل الرب في الماء كما انفتح النهر بحلول تابوت العهد فيه توافق في الرمز ويشوع كان رمزًا ليسوع والمعنى المباشر لكلا الاثنين هو مخلص، يشوع يعنى مخلص ويسوع يعنى مخلص.
من هنا أخذت المعمودية أهمية خاصة لأنها عبور إلى أرض الموعد.
حلول الروح القدس على السيد المسيح هو حلول لأجل عمل الخلاص، الابن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين في الثالوث القدوس.
أي أن نهر الأردن له ذكري حدثت تشير بوضوح إلى المناسبة التي نحتفل بها.. ونذكرها كما نص عليها سفر يشوع في الأصحاح الثالث من الآية السابقة إلى نهاية الإصحاح.. وهي حادثة عبور بني إسرائيل إلى أرض الموعد عبر نهر الأردن.. فقال الرب ليشوع اليوم ابتدئ أعظمك في أعين جميع إسرائيل فأمر الكهنة حاملي تابوت العهد قائلًا: عندما تأتون إلى ضفة مياه الأردن تقفون في الأردن هوذا تابوت عهد سيد كل الأرض عابرًا أمامكم في الأردن فالآن انتخبوا اثني عشر رجلًا من أسباط إسرائيل رجلًا واحدًا من كل سبط ويكون حينما تستقر بطون أقدام الكهنة حاملي تابوت الرب.. في مياه الأردن إن مياه الأردن المياه المنحدرة من فوق تنطلق وتقف ندًا واحدًا..… فوقف الكهنة حاملوا تابوت عهد الرب علي اليابسة في وسط الأردن راسخين وجميع إسرائيل عابرون علي اليابسة حتى انتهي جميع الشعب من عبور الأردن (يش 20: 7-17)..
هذه الحادثة تؤكد أهمية هذا الرمز لما حدث في عماد الرب يسوع علي يد القديس يوحنا المعمدان لأن الرب جاء لكي يوصلنا إلي أرض الموعد الحقيقية وهي السماء.. لذلك كما كان نهر الأردن الوسيلة التي من خلالها وصل بني إسرائيل إلى أرض الموعد هكذا تحقق الرمز في عماد الرب في نهر الأردن ليكون الوسيلة للوصول إلى السماء.. وهكذا نفس الأمر إذ بمجرد نزول الرب إلى نهر الأردن انفتحت السماء ونزل الروح القدس علي هيئة جسمية في شكل حمامة وأستقر علي رأس الرب يسوع كأول إنسان يستقر فيه الروح القدس منذ غادر البشر كما جاء فيه (تك 6: 3) " فقال الرب لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مائة وعشرين سنة".. أي لا يدوم روحي في البشر..
ولتوضيح هذا المعني أريد أن لا نخلط بين السيد المسيح والروح القدس لاهوتيًا (إذ هما أقنومان في الذات الإلهية الواحدة) وبين حلول القدس علي السيد المسيح ناسوتيًا كطبيعة بشرية.. لذلك نطلق علي الابن الكلمة المتجسد اسمه بعد التجسد (يسوع المسيح).. فيسوع اسمه كمخلص والمسيح تعني الممسوح من الروح القدس.. ولقد سبق الوحي الإلهي وتنبأ عن ذلك قائلًا: روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب" (أش 61: 1، 2).
وهذا ما حدث في نهر الأردن الذي هو طريق للوصل لأرض الموعد.. إنها المسحة التي جعلت من الرب يسوع في تجسده ممسوحًا لإتمام الخلاص.. وهذا ما جاء أيضًا في النبوة في (المزمور 45: 6، 7) "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك، أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك".. فهو من حيث لاهوته "كرسيك يا الله إلي دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك" ومن حيث ناسوته "أحب البر وأبغض الإثم لذلك مسحه بدهن الابتهاج"..
لذلك نطق القديس بطرس الرسولي قائلًا للرب ردًا علي سؤاله "ماذا يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟" فقال "أنت هو المسيح ابن الله الحي".. فحينئذ طوبه الرب قائلًا "طوبي لك يا سمعان بن يونا إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات".. (مت 16: 13-17)
من هنا كان السبب في عماد الرب في نهر الأردن الذي هو المعبر إلى أرض الموعد وتحقق بحلول الروح القدس ليملك الله علي البشر مرة أخري.. وبتحقيق ملكوت الله علي الأرض بداية لتحقيق ملكوت الله السماوي الذي استعلن بانفتاح السماء بمجرد نزول الرب إلى نهر الأردن كما حدث في الرمز الذي ذكرناه إذًا بمجرد حلول تابوت العهد في نهر الأردن انفتح ليصل إلي أرض الموعد وعبر الشعب من خلاله ليسكنوها..