+ لماذا يُحتفل به ليلًا؟
لقد كان مسيحيوا الشرق يحتفلون بعيدي الميلاد والغطاس طوال الثلاثة قرون الأولى.. وحيث أن الرب ولد ليلًا فكان الاحتفال بالعيدين معًا ليلًا. ولكن بعد اكتشاف موعد العماد منفصلًا عن موعد الميلاد، وذلك من خلال المؤلفات اليهودية للمؤرخين، والتي جمعها تيطس الروماني، ونقلها من أورشليم إلي روما، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في موعدين مختلفين، ولكن ليلًا كعادتهم قبل فصل العيدين. وهكذا أخذ الغرب عن الشرق هذه العادة، وذلك من خلال الانفتاح الذي حدث.. كما شهد كاتيانوس.. "وكان الغربيون ولا يزالون يقيمون في هذا اليوم احتفالًا بسجود المجوس اللذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم" (راجع اتحاد الكنائس وجه 96.. عظات القديس أوغسطينوس).
ولقد كان المسيحيون القدماء يعمدون الموعوظين في هذا العيد.. ولا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضًا.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنها معمودية بالتغطيس في الماء.. ولعل الربط بين الاثنين ومعمودية المؤمنين هو الماء والروح وأبن الله.. فكما حل أبن الله الكلمة في الماء والروح نازلًا.. هكذا كل من يحل في الماء والروح نازل فانه يصير ابن الله بالتبني وبذلك تظل الأيقونة مستمرة.. ننزل مع المسيح في الماء لننال الولادة من الماء والروح باستحقاقات دم المسيح.. لذلك قيل "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد".. (1 يو 5: 8)..