عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 - 01 - 2022, 01:42 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621

وبينما الرب يسوع يقف في اتضاع عجيب أمام يوحنا المعمدان في نهر الأردن ليعتمد منه.. أعلن الله ليوحنا عن الذي سيعمده إذ هو الابن الكلمة المتجسد.. فشهد يوحنا المعمدان قائلًا: "أنا أعمدكم بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست مستحق أن أحل سيور حذائه.. هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي وأنا لم أكن أعرفه لكن ليظهر لإسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء.. إني قد رأيت الروح نازلًا مثل حمامة من السماء فأستقر عليه وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي تري الروح نازلًا ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو أبن الله.." (يو 1: 26-34).

بهذه الشهادة التي قدمها القديس يوحنا المعمدان يكون قد أعلن عن المخلص الحقيقي الذي استعلن وسط البشر في الماء ليحمل خطايا العالم.. وكأن من نزل في الماء قد ترك خطاياه واغتسل منها.. بينما إذ نزل الابن الكلمة المتجسد في الماء وهو بلا خطية قد احتمل كل خطايا البشر.. هذا هو سر الخلاص المعلن في نهر الأردن..

لماذا أعترض يوحنا المعمدان على معمودية السيد المسيح، بينما هو آتى لذلك؟

لذلك نسميه عيد الغطاس الذي فيه أعتمد الرب في الماء بالتغطيس ليعلن نفسه أنه المخلص.. أنه الطبيب الحقيقي الذي جاء ليرفع خطايا البشر.. لم يقف في الماء لكي يقر بخطيئته كما فعل باقي الناس اللذين اعتمدوا من يوحنا.. فهو بلا خطية.. لهذا ذهل يوحنا حينما أعلن له عن ما هو الواقف أمامه لا يعتمد.. لذلك قال له "أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي؟!" (مت 3: 14) لقد حاول أن يمنعه من العماد لأنه بلا خطية.. فلماذا يعتمد؟! فأجاب الرب علي يوحنا قائلًا "اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر. حينئذ سمح له" (مت 3: 15).

لذلك تحتفل الكنيسة بهذا العيد طبقًا للأمر الرسولي القائل: "فليكن عندكم جليلًا عيد الظهور الإلهي الذي هو الغطاس، لأن الرب بدأ يظهر فيه لاهوته (لاهوت الرب يسوع) في المعمودية في الأردن من يوحنا.. وعملوه في اليوم السادس من الشهر العاشر للعبرانية، الموافق الحادي عشر من الشهر الخامس للمصريين (شهر طوبه)" (دسقولية 18).

ونحن نوقر هذا العيد فنتفرغ فيه من كل الأعمال طبقًا للأمر الرسولي: "ولا تشتغلوا في عيد الحميم لأنه فيه ظهر لاهوت السيد المسيح وشهد له الآب في العماد، ونزل عليه الروح القدس بشبه حمامه وظهر الذي شهد له الكل القيام في المكان أن هذا هو الله الحقيقي من حيث طبيعته، وابن الله الوحيد من حيث أقنومه" (المجموعة الصفوي ص 197، 198).. هكذا عبر الرسل عن أهمية العيد المقدس وقيمة الاحتفال به والتفرغ فيه..

أيضًا أقوال الآباء تؤيد أهمية العيد.. فيقول ذهبي الفم "أن عيد الظهور الإلهي هو من الأعياد الأولية عندنا وقد تعين تذكارًا لظهور الإله علي الأرض ومعيشته وسط البشر".. وهذا ما أكده القديس أغريغوريوس، والقديس أبيفانيوس في حديثهما عن هذا العيد العظيم في قيمته البشرية.

رد مع اقتباس