عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 01 - 2022, 04:27 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النعمـــــــه فى الأناجيل الأربعه

أية (17): "لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا."

بعد أن قدًّم يوحنا الإنجيلي المسيح في الآيات السابقة على أنه الكلمة الأزلي والحياة

الذي صار نورًا للناس وأنه الخالق الآتي للعالم فترفضه خاصته، وهو كان مملوءًا نعمة وحقًا وفيه نحن نمتلئ. يقول الآن أنه هو يَسُوعَ الْمَسِيحِ = ويسوع تعني مخلص، والمسيح أي المسيا المنتظر بحسب الأنبياء.

لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ...= الناموس كان مؤدبنا إلى المسيح، هو يشير للخطية ويخيف من عواقبها، لكنه لا يعطي قوة. أما النعمة أي القوة التي تعين على الخلاص فهذه قد كانت بالمسيح. الناموس لم يكن يستطيع سوى أن يحرم ويمنع ويعاقب، والإنسان تحت الناموس كان يمتنع عن الخطية خوفًا لا حبًا، كان الإنسان قد فسد من الداخل، وأما النعمة فهي تجعل المؤمن خليقة جديدة لها قوة مستمدة من المسيح الذي يحيا فينا. هنا يضع يوحنا الناموس في مقابل النعمة. لأن الناموس يدين والنعمة تعين وهذا لا يستطيعه الناموس. الناموس شَخَّصَ وحكم على الإنسان بالموت، شَخَّصَ الخطية وأجرة الخطية موت. وَالْحَقُّ = عكس الحق هو الباطل. والباطل أي العدم كظاهرة السراب. وسليمان الحكيم قال عن العالم بكل ما فيه باطل الأباطيل. فمن يجري وراء لذات العالم يكون كمن يجري وراء سراب، هو لن يجني شيئًا. لذلك قال إرمياء بلسان الله "تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم أبارًا أبارًا مشققة لا تضبط ماء" (إر13:2). وبنفس المعنى يقول معلمنا يوحنا "لا تحبوا العالم.. والعالم يمضي" (1يو15:2-17). فمن هو أعمى سيظل يجري وراء العالم ظانًا أن فيه شبع، لكنه لا يدري أنه يجري وراء سراب باطل. وأما من فتح المسيح عينيه وحرره من حب هذا العالم، مثل هذا سيطلب الحق أي المسيح. أليس المسيح هو الحياة، والحياة كانت نور الناس. فبالمسيح ندرك بطلان هذا العالم، بل ندرك المجد المعد لنا في السماء. ففي المسيح وحده شبع الإنسان "تعرفون الحق والحق يحرركم" (يو32:8) . فمعرفة المسيح ستشبع النفس والروح فلا تعود النفس تجري وراء أوهام باطلة، والروح القدس يعطي استنارة فنختار المسيح المشبع دون العالم الباطل. ولنعرف صدق ذلك، لنرى أن أعلى نسب انتحار وأعلى نسب تردد على الأطباء النفسانيون هي في أغنى دول العالم حيث كل شيء متاح. حقًا كل المطالب المادية متاحة ولكن بلا شبع حقيقي، فهم ظنوا الإنسان جسدًا فقط بلا روح. والروح لا تشبع سوى في الله خالقها. والمسيح ما جاء لينقض الناموس (مت17:5)، بل ليكمله (مت38:5-39) والناموس كان ناقصًا لسببين:

1- كان اليهود غير قادرين على ما هو أكثر(مر2:10-9).

2- الناموس كان أداة تأديب وليس قوة تغيير، لأن الناس كانت تمتنع عن الخطية خوفًا من عقوبات الناموس. أما النعمة فجاءت ليتكمل الإنسان، لذلك قال المسيح على الصليب "قد أكمل" وفي ظل النعمة يمتنع الإنسان عن الخطية بإرادته الحرة حبًا في المسيح. وهذا الحب كان بالروح القدس عطية العهد الجديد. وبدون النعمة ما كان الإنسان قادرا على حفظ الوصية بحريته، فإنسان العهد القديم لم يتمتع بسكنى الروح القدس فيه ولا بحياة المسيح فيه.



أية (18): "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ."

قارن مع "لا يراني الإنسان ويعيش" (خر20:33) + "لحمًا ودمًا لا يرثان ملكوت الله" (1كو50:15). وكان ذلك بسبب الخطية. لذلك يسوع المسيح الابن الوحيد لأبيه هو الوحيد الذي يستطيع أن يخبر عن أبيه، بل هو الاستعلان الكامل لله، والاستعلان الوحيد لله، به وفيه نرى الله الآب (يو26:8+40) +(32:10+ 7:14+ 15:15). بينما كان كل من يتكلم عن الله في العهد القديم يتكلم عن أشباه السمويات وظلها (خر18:33-20).

في حضن الآب= الآب ليس له حضن فهو روح (يو 4: 24)، إنما هي تشير لذات الآب وعمق الآب وصميم جوهره. فالابن قائم في الآب وكائن معه في ذات الجوهر. عبارة في حضن الآب تشير لعلاقة سرية خفية جدًا، وهي تعبير يشبه قوله "والكلمة كان عند الله" (آية (1) وهي تفيد أن الابن كائن بالحب في الآب (يو16:8+ 10:14) ولنفهمها بتشبيه بشري، فنحن نقول أن الكلمة تكون في حضن عقولنا أو أن الفعل يكون في حضن إرادتنا مختفيًا. العبارة تعني في اليونانية متداخل مع الآب أي ليس هناك ثنائية. الله لم يره أحدٌ قط= كان هناك بعض الظهورات في العهد القديم، لإبراهيم ولموسى وليشوع ولإشعياء.. لكن كل هذا كان مجرد ظهورات:

1- إما بشكل إنساني كما حدث مع إبراهيم، وبصورة يفهمها البشر مثل قوله "جالسًا" مثلًا.

2- في حدود ما يحتمله الإنسان كما حدث مع موسى حينما خبأه الله في نقرة في جبل.

· لكن لم يرى أحد الله في مجده لأنه كما قال الله "لا يراني إنسان ويعيش" ومستحيل أن يدرك إنسان طبيعة الله ونحن في هذا الجسد، لذلك قيل عن حزقيال أنه رأى "شبه مجد الله" كما أن رؤية الله تعني معرفته، ولم يستطع أحد ذلك، لذلك جاء المسيح.

هو خبًّرْ= خبَّر تعني أعلن وأوضح فكل ما قاله أو عمله المسيح أظهر لنا الآب فهو وحده الذي يعرفه. فالمسيح حين أقام ميتًا كان يعلن أن إرادة الآب هي أن نحيا ولا نموت وحين فتح أعين أعمى كان يعلن أن الآب يريد لنا الاستنارة وهكذا عرفنا ورأينا الآب "من رآني فقد رأى الآب".

وكلمة يخبر باللغة اليونانية " تعني حل الألغاز. وتعني التفسير والشرح والتوضيح للأمور الخفية. فالمسيح هو الله المعلن. والله هو من أعلنه المسيح في ذاته وفي أقواله وفي أعماله. وهكذا رأينا حب الله الذي لا يوصف وتواضعه العجيب على الصليب وفي غسل الأرجل. لقد عرفنا صفات الله حين رأينا المسيح:-

عرفنا إرادة الله من نحونا وهي أن تكون لنا حياة أبدية حينما أقام المسيح أموات.

وأن تكون لنا الأعين المفتوحة لنرى مجده، رأيناه حينما فتح المسيح أعين العميان.

وأن الآب يريد أن يشفي طبيعتنا حينما كان المسيح يشفي المرضى.... وهكذا..

لذلك هو الألف والياء أي كل حروف اللغة، واللغات هي مجموعة من الحروف نعبر بها عن إرادتنا، وبنفس المفهوم فإن المسيح الألف والياء، كان هو الذي يعبر عن إرادة الآب من نحونا ومحبته لنا وصفات الآب... رأينا فيه الآب.
  رد مع اقتباس