عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 01 - 2022, 04:26 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النعمـــــــه فى الأناجيل الأربعه

النعمة والناموس:
خلق الله الإنسان وفي داخله ناموس طبيعي هو الضمير، به يميز ما بين الخير والشر، ولما سقط الإنسان انحرف الضمير (الناموس الطبيعي) وأصاب الإنسان حالة عمي، فأصبح لا يبصر ولا يميز الخير عن الشر، مندفعًا في هذا وراء شهوته التي انحرفت وأصبحت تشتهي الخطية. والاندفاع وراء شهوة الخطية يعني الموت، وكما يقول القداس الغريغوري "أعطيتني الناموس عونًا" فالله أعطانا الناموس كمرشد، لنميز الخير من الشر، ولكن الناموس كان عاجزًا عن تغيير الانحراف الذي حدث للطبيعة البشرية، لكنه كان عونًا. فمن غصب نفسه والتزم بالناموس خوفًا من العقاب كان يحيا لذلك قيل أن الناموس كان مؤدبنا إلى المسيح (غل24:4). أما النعمة فهي القوة المغيرة لطبيعتنا التي نحصل عليها بالروح القدس وهذا ما كان ينقص الناموس، فالناموس يُحَرِّمْ ويمنع دون أن يغير طبيعتي، ولكن النعمة تعطيني أن أكون خليقة جديدة كما يقول الرسول بولس "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2كو17:5). هذه الطبيعة الجديدة تكون كارهة للخطية، فالخطية فيها قد أدينت (رو3:8). ومعنى أن الخطية قد أدينت أن الخطية صارت كأنها مكتومة، لا سلطان لها على المؤمن. وكلما زادت النعمة، تموت الخطية، ولا يعود المؤمن شاعرًا بشهوة تجاهها.


النعمـــــــه فى الأناجيل الأربعه



هناك تشبيه للخطية وشهوة الخطية، بلعبة معروفة تسمى "عفريت العلبة" Jack-in-the-box وهي عبارة عن وجه أسود قبيح مخيف مركب على ياي أي سوستة مضغوطة داخل علبة، ومن يفتح العلبة يقفز هذا الوجه القبيح تحت تأثير السوستة في وجهه.

وشهوة الخطية داخل الإنسان العتيق هي هذا الوجه القبيح ولكن النعمة تضغط هذه الشهوة الخاطئة فتكون كأنها غير موجودة. ولكن من يهمل في جهاده، تقل النعمة في داخله، فتطل الخطية بوجهها القبيح في داخله. وكلما زاد جهاد الإنسان كلما امتلأ نعمة فوق نعمة فتدان الخطية داخله أي تصبح مكتومة أو كأنها غير موجودة فيمتلئ القلب سلامًا وفرحًا. وهذا الحال سيستمر حتى نموت ونتخلص من الجسد الحالي، ونحصل على الجسد الممجد الذي سيكون مملوءًا نعمة وبلا خطية إطلاقًا. ولكن الصراع بين الجسد والروح سيظل طالما نحن في هذا الجسد. وهذا ما جعل بولس الرسول يقول "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو24:7).
  رد مع اقتباس