بل إن هذا الأغلف الشفتين صار كليم الرب.
وقال له اذهب الآن، وأن أكون مع فمك، وأعلمك ما تتكلم به". وها هو هارون أخوك "تكلمه وتضع الكلمات في فمه. وأنا أكون مع فمك ومع فمه. وأعملكما ماذا تصنعان... هو يكون لك فمًا، وأنت تكون له إلهًا" (خر 4: 12-16).
كذلك شجع الله صغار السن، والخائفين من المسئولية:
لما قال أرميا "إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد "قال له الرب "لا تقل إني ولد.. لا تخف من وجوههم، لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب "ومد الرب يده ولمس فم ارميا وقال له "ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر. قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك، لتقلع وتهدم، وتهلك وتنقض، وتبني وتغرس" (أر 1: 6-10). ثم شجعه بالأكثر وقال له "هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة محصنه وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض... فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب لنقذك" (أر 1: 18، 19).
وبنفس الوضع شجع الرب يشوع بعد موت موسى.
لم يكن سهلًا علي يشوع أن يملأ المكان الكبير الذي كان يشغله موسى النبي العظيم، لذلك كان صغيرًا في عيني نفسه. ولكن الرب شجعه قائلًا:
"لا يقف إنسان في وجهك كل أيامك. كما كنت مع موسى، أكون معك. لا أهملك ولا أتركك. تشدد وتشجع.. أما امرأتك. تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش 1: 5-9)..
قصة عن القديس الأنبا ايسيذيروس قس القلالي:
قيل عنه في البستان: إن أي أخ كان يفشل الآباء في إصلاحه ويطردونه كان الأنبا ايسيذيروس يأخذه ويطيل أناته عليه حتى يخلص. ولذلك فإن الأنبا موسى، حينما جاء إلى الدير، وكان منظره مخيفًا، حولوه إلى القديس ايسيذيروس احدي عشرة مرة. فلما نصحه بالذهاب إلى قلايته، أجاب: "لا أستطيع يا معلم"، لأن الأفكار كانت تضغط عليه بشدة.
وأطال القديس أناته عليه، حتى تحول موسى الأسود إلى قديس