+ نحن نقول أن الأشرار أموات ولكن ليس في حياة تعبدية مضادة للخطية ولا هم مثل القديسين إذ يحملون الموت في أجسادهم إنما يقبرون النفس في الخطايا والجهالات فتقترب من الموت إذ يشبعونها بالملذات المميتة
+ أما القديسين الذين يمارسون الفضيلة ممارسة حقيقية إذ أماتوا أعضائهم على الأرض الزنا النجاسة الهوى الشهوة الرديئة "كو5:3 " وتكون نتيجة هذه النقاوة وعدم الدنس فيتحقق فيهم وعد مخلصنا (طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله) "مت8:5".
+ هؤلاء قد صاروا أمواتًا للعالم واذروا بمقتنياته مقتنيين موتًا مشرفًا لأنه "عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ" (مز15:116).
+ هؤلاء أيضًا قادرون على الإقتداء بالرسول قائلين " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحي في "غل20:2 "
+ فإن هذه هي الحياة الحقيقية التي يحياها الإنسان في المسيح فإنهم وإن كانوا أمواتًا عن العالم غير إنهم كما لو قاطنون في السماء منشغلين بالسماويات كمن هم يتوقون إلي السكني هناك قائلين: إننا وإن كنا نسلك على الأرض "فإن سيرتنا نحن هي في السموات "فى2:3.
+ هؤلاء الذين يحيون هكذا مشتركين في فضيلة كهذه... وحدهم قادرون على تمجيد الله.. وهذا هو ما يعنيه العيد (القيامة) لآن العيد لا يعني التمتع بأكل اللحوم والملابس الفاخرة، ولا هو أيام للترف إنما تكمن بهجته في معرفة الله وتقديم الشكر والحمد له.
+ وهذا الشكر والحمد يقدمه القديسون الذين يعيشون في المسيح إذ مكتوب "ليس الأموات يسبحون الرب ولا من ينحدر إلي أرض السكوت أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلي الدهر "مز18، 17:115 "
+ فتسبيح الله وتمجيده يخص القديسون الذين يحيون في المسيح وحدهم وبهذا يصعدون إلي العيد لآن الفصح ليس للأمم ولا لليهود حسب الجسد بل للذين يعرفون الحق.. كما يعلن ذاك الذي أرسل للإعلان عن مثل هذا العيد قائلًا "لآن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا "
+ فالإنسان البار وإن كان يظهر أنه ميت عن العالم لكنه يتجاسر قائلًا "أنا لا أموت بل أحيا وأحدث بأعمالك العجيبة "مز17:118".
+ فإنه حتى الله لا يخجل من أن يدعي إلهًا لمثل هؤلاء الذين بالحق يميتون أعضاءهم التي على الأرض "كو5:3 " لكنهم يحيون في المسيح إذ هو إله أحياء لا إله أموات وهو بكلمته المحيية ينعش كل البشر ويعطيهم نفسه طعامًا ليحيا القديسون كما أعلن الرب " أنا هو خبز الحياة "يو48:6..
+ كذلك الخطية لها خبزها الخاص بها الذي لموتها فهي تدعو محبي اللذة وناقصي الفهم للأكل منه قائلة "المياه المسروقة حلوة وخبز الخفية لذيذ "أم17:9"..
+ إخوتي... ما دامت الأمور هكذا فليتنا نميت أعضائنا التي على الأرض "كو5:3 " ونتقوت بالخبز الحي بالإيمان بالله وحب الله عالمين أنه بدون الإيمان لا يمكن أن تكون لنا شركة في خبز كهذا لأنه عندما دعي ربنا الكل إليه وقال "إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب "يو37:7 "
+ فالإنسان البار يتغذى في الإيمان والمعرفة وملاحظة الوصايا الإلهية لذلك تكون نفسه دائمًا في صحة..