المسيح يعلن أنه ابن الله
(راجع لو49:2+ مر11:1 (هذا إعلان الآب عن ابنه)+ يو16:2+ يو43:5+ يو37:10+ يو2:14-3+ مت63:26-64+ يو22:5-23+ يو40:6+ يو35:9-37)
الأقانيم فيها تمايز
فالآب ليس هو الابن، والابن ليس هو الروح القدس.. وهكذا..
كل اقنوم له شخصيته وعمله ولكن دون انفصال "وفي الإنجليزية يترجم أقنوم person . ولكي نفهم التمايز بين الأقانيم مع الوحدة القائمة بينهم، فأنا أحيا بروحي وأشعر بحواسي وأعيش بجسدي وهذا يتم بلا انفصال بين الجسد والروح والحواس. ولكن العقل والروح والحواس والجسد كلٌ له عمل مستقل عن الآخر ولكن بدون انفصال. فحينما توجد مشكلة أمامي كإنسان، أفكر في حلها بعقلي وأحاول بيدي ولكن بدون روح فأنا ميت. وبنفس المفهوم فهناك تمايز في الأقانيم لكنهم مرتبطين معًا في وحدة. وعلى الرغم من الصفات الإلهية المشتركة والوحدة بين الأقانيم إلا أن هناك أعمالًا معينة تنسب للآب وأعمالًا تنسب للابن وأعمالًا تنسب للروح القدس.
الفرق بين بنوة المسيح لله وبنوتنا لله
كل المؤمنون يعتبرون أولادًا لله ( يو12:1+ غل26:3، 6:4-7+ 1يو29:2). ولكن ولادة المسيح وبنوته للآب هي من طبيعته الإلهية والأقنومية، أما بنوتنا لله فهي بالانتساب، وبالنعمة، وباستحقاقات صليب المسيح والشركة معه. لذلك قال السيد المسيح لمريم المجدلية "أبي وأبيكم" ولم يقل أبونا (يو20: 17).
نحن العبيد البطالون أعطتنا النعمة مجانًا أن يطلق علينا أولاد الله إذا قبلنا الإيمان بالمسيح وعمل فينا الروح القدس لنصنع البر. نحن نصير أبناء باتحادنا بالمسيح الابن في المعمودية، حين نموت معه ونقوم متحدين به (رو3:6-5) .
إعلان الأناجيل عن ولادة المسيح
نظر الإنجيلي يوحنا الحبيب اللاهوتي إلى المسيح في أزليته وقبل تجسده. بينما أن متى ولوقا تحدثا عن ولادته بالجسد، بينما أن مرقس بدأ بيوحنا المعمدان كسابق للمسيح. ويوحنا بدأ بأزلية السيد المسيح لأن هدف إنجيله أن نؤمن بأن المسيح هو ابن الله (يو31:20). بدأ يوحنا إنجيله وهو يرى المسيح ليس في طبيعة البشر بل في طبيعة الله، وليس منفردًا عن الله بل قائمًا مع الله في صلة ذاتية كلية وأزلية. ليس إلهًا ثانيًا بل واحدًا مع الله الآب. رأى المسيح وهو اللوغوس أي عقل الله الناطق ونطق الله العاقل. فهو الألف والياء، أليس هو كلمة الله أي كل الحروف وكل تشكيلات الأسماء والكلمات والمعاني والأفعال والتعبيرات التي خرجت وتخرج عن الله لتعبر عن الله وعن مشيئته وتعلنه لنا نحن البشر. فالمسيح إستعلن لنا الآب = "الآب لم يره أحد قط ، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" (يو1: 18) = "من رآني فقد رأى الآب" (يو14: 9) .
هنا يوحنا رأى الابن الكلمة قبل الزمن، وقبل كل خليقة ، فالزمن والخليقة هما من أفعاله، فهو الذي صنع كل شيء، الخليقة المنظورة وغير المنظورة.
والكنيسة تقرأ الآيات (يو1:1-18) كل صباح في إنجيل باكر لتقدس اليوم كله بهذا البدء الأزلي إذ لم يكن غير الله القدوس ولم يكن هناك شر. وبنفس المفهوم تصلي الكنيسة هذه الآيات في صلاة مرور أسبوع على ميلاد طفل لتقدس حياته. هي إعلان أن الله هو بدايتي ، وكانت بداية خلقة الإنسان في قداسة . والله هو حياتي فأحذر أن يكون لي حياة أخرى سواه فتكون نهايتي حزينة. وهذه الآيات (يو1:1-18) لخصها بولس الرسول بقوله "الله ظهر في الجسد" (1تي16:3)
فبينما كان متى ولوقا مهتمين بإظهار تجسد المسيح وأنه ابن آدم وإبراهيم بالجسد . أراد يوحنا أن يظهر أن المسيح كان موجودًا قبل أن يتجسد من العذراء مريم، وأنه كان كائنًا قبل أن يتجسد، كان كائنًا مع الآب، مولودًا منه منذ الأزل. ويوحنا اللاهوتي عبَّر عن طبيعة المسيح الإلهية على قدر ما يمكن للغة الإنسانية أن تُعبِّر عن تلك الطبيعة التي هي فوق إدراك البشر.
وسنبدأ بولادة المسيح الأزلية (يو1:1-18) ثم يلي ذلك ولادة المسيح بالجسد من العذراء مريم (مت1:1-23:2+ لو1:1-38:3).