عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 12 - 2021, 06:29 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: - القمص أنطونيوس فكري ميلاد السيد المسيح

إلوهيم
إستخدم العهد القديم لفظ إلوهيم للتعبير عن الله ويعني آلهة - ففي العبرية فالمقطع "يم" يدل على الجمع. ونجد أن أول آية في سفر التكوين "في البدء خلق الله السماوات والأرض" (تك1: 1) ، وتكون الآية هكذا "في البدء خلق (بالمفرد) إلوهيم (بالجمع).... ولم تستخدم صيغة التفخيم أبدًا في اللغة العبرية ولا في العهد القديم حتى مع الملوك الوثنيين (عز6: 12) . فالعبرية كما العربية والإنجليزية واليونانية لا توجد بهم صيغة التفخيم. فصيغة التفخيم توجد مثلا في الفرنسية فحينما تُكَلِّمْ شخصا في مستواك تكلمه بصيغة المفرد وتقول tu وحينما تكلم شخصًا كبيرًا تكلمه بإحترام بصيغة الجمع وتقول له vous. وهكذا كان ملوك مصر الأتراك يقولون "نحن الفاروق ملك مصر".

ونلاحظ أن كلمة إلوهيم قد وردت في العهد القديم 2555 مرة -

2310 مرة عن الإله الحقيقي ومعها ورد الفعل والصفة بالمفرد كما في (تك1: 1).

245 مرة عن الأصنام (الآلهة المتعددة). ويأتي معها الفعل والصفة في صيغة الجمع. وَيُقال إلوهيم مع الآلهة الوثنية فالشعوب الوثنية تؤمن غالباً بوجود آلهة متعددة، إله لكل غرض. فهناك إله للخصب وإله للزرع وإله للحب وإله للحرب... إلخ. وهناك إله واحد كبير يسود على كل هذه الآلهة، كما قال رئيس النوتية ليونان "مَا لَكَ نَائِمًا؟ قُمِ ظ±صْرُخْ إِلَى إِلَهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ ظ±لإِلَهُ فِينَا فَلَا نَهْلِكَ" (يون6:1). وبسبب تعدد الآلهة تحت هذا الإله الكبير يقال على الآلهة الوثنية إلوهيم.

ومعنى ورود الفعل بالمفرد حينما يتكلم الكتاب عن الله الحقيقي أنه إله واحد، وبهذا نفهم أن قول الكتاب عن الله "إلوهيم" بالجمع أنه إشارة لطبيعة الثالوث في الله الواحد. وهكذا كان الله في العهد القديم يشير لعقيدة الثالوث في الإله الواحد.


الولادة الأزلية للمسيح
يقول بعض الناس أن الله لا يمكن أن يتزوج لينجب ونحن نقول معهم حاشا أن يتزوج الله وينجب. فحينما نقول أن الابن مولود من الآب لا نقصد أبدًا أي مفهوم جسدي، بل هي بنوة وولادة روحية. يمكن تشبيهها بولادة شعاع النور من الشمس، أو ولادة الماء من نبع أو ولادة الفكر من العقل وهذا ما تقوله اللغة العربية.. فيقال أن هذا "من بنات أفكار فلان" أو أن فلان لم ينطق "ببنت شفة" فهل يتزوج العقل أو الشفة لينجبوا بنات؟! هذا ما يسمى ولادة إنتسابية، وكما نقول أن فلان ابن مصر فهل تزوجت مصر لتنجبه. هنا لا مجال للعلاقات الجسدية. ونلاحظ في هذه الولادة من الآب فروق عن الولادة بالجسد:

1- الابن في البشرية متأخر في الزمان عن أبيه الذي أنجبه. وهذا لا ينطبق على المسيح. فنور الشمس موجود طالما كانت الشمس موجودة. وهكذا بالنسبة لابن الله. فطالما الله موجود، فحكمة الله وقوة الله (الإبن) وروح الله (الروح القدس) موجودين.

2- الولادة بالجسد تعني انفصال الابن المولود عن كلا الأب والأم، ولكن الابن حكمة الله لا ينفصل عن الآب كما قلنا سابقًا. وإذا كان هناك انفصال فهناك تعدد ونحن نؤمن بإله واحد (قانون الإيمان). أما المسيح الابن فهو لا ينفصل أبدًا عن أبيه كما أن نور الشمس لا ينفصل عنها. هنا الآب والابن واحد لذلك قال المسيح "أنا في الآب والآب فيَّ" (يو10:14) وقال "أنا والآب واحد" (يو30:10).
الكلمة (اللوغوس) Logos
*وقف فلاسفة اليونان قديما أمام الكون ورأوا جمال الطبيعة. ووجدوا أن الكون له نظامًا، وأن له قوانين منظمة لا يخطئها. فقالوا أن وراء هذا كله عقل أعظم. وأطلقوا على نظام العالم وقوانين الطبيعة وجمال الكون اسم "اللوغوس" أو "الكلمة"، لأنها تجسيد للعقل الأعظم. وقال الفلاسفة الرواقيون أن اللوغوس هو العقل الكوني.

*وبهذا المفهوم ألقى بولس الرسول باللوم على الوثنيين الذين عبدوا الأوثان إذ أنه كان من الممكن لهم أن يدركوا الله ويؤمنوا به من خلال مصنوعاته (رو1: 18-20). فها هم الفلاسفة اليونانيين بتأملهم في الطبيعة أدركوا أن هناك قوة عظيمة أو عقل أعظم قد أوجدها أو خلقها، وهو ظاهر فيها.

*وجاء بعد ذلك الفيلسوف اليهودي السكندري "فيلو" وكان مثقفا بالعلوم الفلسفية اليونانية. وفي نفس الوقت هو دارس يهودي متدين. وإستعار فيلو من الفلسفة اليونانية تعبير اللوغوس وإستعمله كتعبير عن قوة الله الخالقة، التي خلقت هذا الكون.

*وقف اليهود أمام الآية "بكلمة الله صنعت السموات" (مز33)، وفهموا أن الكتاب حينما يقول "وقال الله ليكن نور فكان نور" (تك1: 3) أن كلمة الله ليست مجرد كلمة عادية بل لها قوة خالقة، هي كلمة خالقة. فحينما يقول الله (وقال الله ليكن كذا..) تخرج القوة الخالقة لتخلق. وهذا ما نقول عنه "الآب يريد والابن ينفذ".

*فأتى فيلو الفيلسوف اليهودي السكندري وقال أن هذه القوة الخالقة سنسميها اللوغوس مستعيرا اللفظ من الفلسفة اليونانية، فعرف اليهود كلمة اللوغوس.

*وجاء القديس يوحنا الإنجيلي ليخاطب كلًا من اليهود واليونانيين ليقول لهم:– 1) يا أيها اليونانيين أنتم تعرفون أن هناك عقل أعظم تقولون أنه اللوغوس، وقد أوجد هذا الكون. 2) ويا أيها اليهود أنتم تؤمنون أنه بكلمة الله اللوغوس خلق الله الكون. وأنا أقول لكم أن هناك عقلًا أعظم كان من البدء فعلًا، وأن هذا العقل الأعظم هو عند الله، ليس هو عقل أعظم بلا كيان، بل هو موجود داخل كيان إلهي هو الله. والله وعقله اللوغوس الخالق هما واحد وغير منفصلين وهكذا بدأ يوحنا إنجيله.
  رد مع اقتباس