ق مثل التربة الخصبة، لا تصلح لنمو النبات وثباته ( مت13: 5-6 ) .
+ فالعمق عنصر أساسي للثبات في الحياة الروحية، ولازم أيضاً للإثمار ولذلك قال الرب يسوع للصيادين ولبطرس "إبعد إلى العمق وألقوا شباككم" ( لو5: 4 ) . وفي العمق ظهر السمك الوفير جداً .
+ وعندما يقول الرب لكل مؤمن : "يا إبني أعطني قلبك" ( أم23: 26 ) . فهو يقصد، أعطني أعماقك الداخلية، أعطني حبك وعاطفتك، وبذلك سوف "تلاحظ عيناك طرقي" .
+ وبعبارة أخرى، تنفيذ الوصية بحب، وليس بالغصب- أو بالحرفية- الفريسية، او بالإسلوب العالمي .
+ ولذلك يقول المرنم : "من عمق قلبي طلبتك" ( مز119 ) . كما قال "ومن الأعماق صرخت إليك" ( مز130: 1 ) . أي من عمق القلب الحزين ومن عمق الإحتياج، ومن عمق الهوة التي سقطت فيها .. إلخ، إنها صرخة من الأعماق تخترق السماء وتصل قدام الله، وسوف تنال رضاه لأنها من الأعماق .
+ والمسيحية تدعو إلى التعمق في العبادة، وفي الخدمة، وفي البحث والفحص والدرس، وليس بالسطحية والضحالة، السائدة لدى بعض المسيحين اليوم ! فأبحث ( يا عزيزي/ يا عزيزتي ) عن العمق في كل شيء .
+ ومارس ابراهيم – أبو الأباء – حياة العمق مع الله، حينما ترك أرضه وأهله وسار وراء إلهه ( تك12: 1 ) ، ( عب11: 8 ) . وتعمق في طاعة الله، عندما دعاه لذبح ابنه، فلم يتردد، ولم يؤجل، أو يشك، أو يتكاسل في تنفيذ هذ الأمر الصعب جداً .
+ ودور سمعان الخراز الفعال في معجزة جبل المقطم، مع أنه كان بلا مركز اجتماعي أو روحي رفيع، لكن استخدمه الله في المعجزة لعمق حياته وروحياته في العبادة والمحبة .
+ ومثله القديس أنبا رويس، الذي تعيش البطريركية المعاصرة في رحابه، مع أنه كان بلا درجة كهنوتية .
+ ومثل يوحنا المعمدان، الذي لم يخدم سوى عدة أشهر فقط، ولكن حياته وخدمته العميقة، جعلت السيد المسيح يشهد عنه بأنه "أعظم مواليد النساء" ( مت11: 9-11 ) .
+ والسيد المسيح نفسه، لم يخدم في العالم سوى ثلاث سنوات وعدة أشهر فقط، ومع ذلك يؤمن به الآن أكثر من 1500 مليون مسيحي في العالم، ويزداد عددهم باستمرار .
+ وفي يوم رفاع صوم الميلاد، احتفلت الكنيسة بتذكار شهادة القديس مارمينا العجايبي، الذي تعمق في البرية، وفي احتمال الألم، فنال الإكليل بحب وصبر . شفاعته تكون معنا آمين .
منقووووووووووول