الموضوع
:
صمته العجيب
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
21 - 12 - 2021, 06:17 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,316,160
صمته العجيب
صمته العجيب
ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاةٍ تُساق إلى الذبح،
وكنعجة صامتة أمام جازيها، فلم يفتح فاه
( إش 53: 7 )
في تلك العشية التي كان يهوذا فيها يتآمر على بيع سيده، كان السيد يدبِّر سترًا لينجيه من مُخاصمة التلاميذ. وفي الوقت الذي كان يهوذا يستعد ليفشي مكان سيده ليسلمه للقاتلين، كان السيد صامتًا، ولم يُعلن مَنْ هو الخائن، بل أظهره في وكالة الصندوق بأنه عامل وأمين ( يو 13: 29 ). صمت الرب، وبسكوت تجرَّع ألمًا من ظالم، بينما يهوذا يسرع ليبيع سيده لأجل فضة ودراهم. وكم نحتاج أن نتعلم منك سيدنا أن نضبط أرواحنا ونتحكم بما يخرج من شفاهنا، كما كنت أنت: «الأمين الروح يكتم الأمر» ( أم 11: 13 ).
وعندما وصلوا بالسيد مُقيدًا إلى دار القضاء، وقبل الوقوف أمام مشيخة الشعب، استهزأوا به وجلدوه وغطوا وجهه سائلينه مَنْ ضربك؟ وبصقوا في وجهه ونتفوا شعر وجهه. وبعدما وقف أمام الحكام الذين تعيَّنوا ليحكموا بالعدل والإنصاف؛ إذ بمكان العدل هناك الجور، وفي هذا المكان أحضروا شهود زور. كان الحكم قد صدر قبل المُحاكمة، وقد أُتقن القرار ضد هذا البار. وإذا برئيس الكهنة يستجوب الرب قائلاً: «أما تُجيب بشيء، ماذا يشهد به هذان عليك؟ وأما يسوع فكان ساكتًا» ( مت 26: 62 ، 63). الكل يُطالبه أن يتكلم، أما السماء فطالبته بالصمت، فكان جميلاً في صمته العجيب.
ثم أخذوه إلى بيلاطس الذي قال له: «أما تسمع كم يشهدون عليك؟ فلم يُجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدًا» ( مت 27: 13 ). لقد تكاثرت الافتراءات وازدادت الاتهامات حتى صار له كَم كبير من الملفات، طالبه بيلاطس أن يدافع ويبرهن بُطلان تلك الشكايات، لكنه ظل صامتًا رغم كل هذه التحديات، فكان صمته هادئًا، يعلن الكمال في أحرج المواقف. عبَّر في صمته عن توازن عميق، ولم يكن صمته صمت الضعف والعجز، ومَنْ ليس عنده كلمات، وليس هو صمت مَنْ أُثبتت عليه الاتهامات، بل كان صمته بحسب مشيئة السماء.
وإذ أخذوه للصلب في أبشع صور الازدراء، عبر الطريق رغم كل التجاديف والتحقير والصياح، لكنه صَمَت وسكت ليتمم الخلاص.
فهل نتعلم منه الصمت الوقور مُرددين ما قاله صاحب المزمور «بل هدَّأت وسَكَّت نفسي كفطيم نحو أمه، نفسي نحوي كفطيم». .
.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem