أنا ( زعلان ) من ربنا !
زار أبونا بيشوي كامل مريضا يعاني آلاما شديدة في ظهره ؛ وإذ كان أبونا يعزيه
بكلمة الرب ؛ في مرارة قال الرجل :
*أنا لا أطلب الشفاء التام كل ما أطلبه أن يعطيني قوة لكي أقف للصلاة ؛ وأن
ينزع عني الصداع الشديد لكي أركز في الصلاة ! وسط آلامي لا أقدر أن أركز
حتى لأتلو الصلاة الربانية .
*لا تخف فإن كنت عاجزا عن الحضور إلى الكنيسة أو الوقوف للصلاة أو التركيز
حتى لتلاوة الصلاة الربيّة ... لكنك تشارك السيد المسيح الساقط تحت الصليب
أشكره لأنك تشاركه آلامه ؛ فقد كان السيد يئن من آلام ظهره بسبب ثقل
الصليب لأجلك .
منتديات الانبا كاراس السائح صور افلام دينية وشات مسيحي
بعد أيام جاءه الرجل في الكنيسة وقد استقبله أبونا بابتسامته المعهودة وبشاشته
المعروفة وقال الرجل :
" أنا ( زعلان ) من ربنا . حينما استعذبت الألم وحسبت نفسي غير أهل لمشاركة
مسيحي آلام ظهره رفع عني الألم وشفاني !"
لقد حسب أبونا بيشوي مشاركة السيد آلامه عبادة فائقة حتى إن حرم الألم
الإنسان من الدخول إلى بيت الرب والوقوف للصلاة ؛ إذ يتحول المؤمن المتألم
إلى هيكل للمصلوب ؛ وتصير حياته نفسها صلاة دائمة .
كان هناك خادم في خدمة التربية الكنسية وكان يشتهي الحياة الرهبانية وكان
أب اعترافه راهبا يطلب إليه ألا يتعجل الذهاب إلى الدير .
جاءه يوما في مرارة يشتكي " اسمح لي يا أبي أن أستقيل من عملي فإنني لا
أجد وقتا للصلاة ولا للخدمة ... أشعر أن وقتي ضائع ! أريد أن أتفرغ للعبادة
هذا مع متاعب كثيرة وضيقات في العمل "
أجابه الأب في حكمة :" سيأتي اليوم الذي فيه تتفرغ للعبادة ؛ لكن انتظر واصبر
فإنك تتعلم الآن حياة الصبر وطول الأناة ؛ الضيق الذي أنت فيه هو فرصة ثمينة
لمشاركة السيد المسيح آلامه وصلبه بفرح !
لا تحرم نفسك من التمتع بإكليل الشركة مع صليب مسيحك !
من السهل جدا أن تسبح الرب وتصلي المزامير وتدخل في تأملات وهي أمور
ضرورية ... لكن بدون الألم كيف تشارك المصلوب حبه الباذل ؟!