وفى موت المسيح انفصلت الروح الإنسانية عن الجسد الإنساني، وظل اللاهوت يدير الكون ويضبطه، متحدًا بالجسد الذي في القبر، ومتحدًا بالروح التي ذهبت للجحيم لتفرج عن المنتظرين على الرجاء، ويذهب بهم المسيح إلى الفردوس. وبعد القيامة اتحد بجسد المسيح حياة أبدية، وبعد الصعود جلس المسيح عن يمين الآب أي صار لجسد المسيح نفس مجد لاهوته الأزلي. وكان كل ذلك لحسابنا. فبالمعمودية نموت مع المسيح بإنساننا العتيق ونقوم معه بحياة جديدة أبدية، وبعد القيامة نتمجد معه (رو6 ، يو17: 24).
*الآب ذات الله، وكلمة الآب هي كلمة آرامية (سريانية) وتعني المصدر أو النبع الذي يلد الإبن/ الكلمة/العقل/ اللوغوس/ الحكمة/ والقوة. ويبثق الروح القدس المحيي. الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله. ولكن الآب ليس هو الإبن، والإبن ليس هو الروح القدس، وهذا ما نسميه تمايز الأقانيم. وهذا كما نقول أن عقل الإنسان ليس هو روحه، لكن العقل هو الإنسان والروح هو الإنسان. فأنا أخطط لمشروع بعقلي ولكن أقول أني أنا الذي صممت هذا المشروع. ونقول أن الابن هو عقل الروح القدس والروح القدس هو روح الابن. والآب روحه هو الروح القدس وهكذا الإبن.
الآب موجود بذاته، ناطق بكلمته، وحيٌّ بروحه.
والإبن عاقل بذاته، حيٌّ بالروح، موجود بالآب.
والروح حيٌّ بذاته، عاقل بالكلمة، موجود بالآب.
*واليهود كان عندهم فكرة عن هذا ولكن كانت فكرة غير واضحة. فحينما يقولون الله، يقولون إلوهيم (بالجمع أي آلهة) "في البدء خلق إلوهيم السماوات والأرض" (تك1: 1). ويعرفون روح الله "كان روح الله يرف على وجه المياه" (تك1: 2). ويعرفون أن الله يخلق بكلمته، فحين يقال أن الله قال"ليكن نور فكان نور" (تك1: 3) يفهمون أن الله خلق بكلمته، فيقول داود النبي في المزمور "بكلمة الرب صنعت السموات" (مز33: 6). فكان يمكن أن يقال أن الله خلق النور دون أن تذكر كلمة - وقال، لكن الوحي كان يشير أن كلمة الله خلق كل شيء. لذلك كان التركيز على عبارة "وقال الله" طوال الإصحاح والمعنى أن الله يخلق بأقنوم الكلمة. وفي سفر الأمثال "من صعد إلى السموات ونزل. من جمع الريح في حفنتيه. من صَرَّ المياه في ثوب. من ثبت جميع أطراف الأرض. ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت" (أم30: 4). فاليهود يعرفون أن اسم الله يهوه، ويعرفون أن اسم ابنه هو عقل يهوه.