عرض مشاركة واحدة
قديم 14 - 12 - 2021, 02:16 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: - لماذا لا يستجيب الله أحيانًا لطلبات البشر


* استجابة الله (المدبر الكل) تهدف لخلاص الإنسان

الله يريد خلاص البشر من الهلاك الأبدي، ويريد لكل نفس الحياة الأبدية كقول الكتاب: "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (1تي2: 4). لذلك فكل استجابة لطلبة ما يطلبها الإنسان تصب في خطط وتدبيرات الله العجيبة لأجل خلاص البشر وخيرهم، وبالطبع يرفض الله الطلبات التي تتعارض مع تدابيره المقدسة لخلاص الإنسان.


ثالثًا: الطلبات المستجابة والطلبات الغير مستجابة
يمكننا تقسيم طلبات البشر إلى ثلاثة أقسام، وذلك من حيث استجابة الله لها:



* أولًا: طلبات يستجيبها الله دون وقبل أن نطلب.

الله هو الخالق الذي يتعهد خليقته بالرعاية لذلك فهو يهتم بخليقته، ويوفر ما يلزم لاستمرارها، وبقائها (ما دامت مشيئته لها الاستمرار والحياة)، وذلك كقوله: "وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ. تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ، وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ، وَاللهُ يُقِيتُهَا كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ!" (لو 12: 22- 24).

إنه يهتم، ويعول الخليقة كلها، ويعطي الكل احتياجه المادي حتى الأشرار من البشر كقوله: "... فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَار وَالظَّالِمِينَ" (مت 5: 45). لذلك يعلمنا الرب ألاَّ نهتم كثيرًا بتلك الأمور المادية قائلًا: "وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلًا كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ" (مت6: 7- 8). أما ما يجب أن نطلبه، ونهتم به كثيرًا فهو الأمور الروحية، وكل ما يتعلق بحياتنا الأبدية.



* طلبات لا يستجيبها الله دون أن نطلبها بلجاجة:

يَسوس الله خليقته المادية بالقوانين الطبيعية (قانون الجاذبية الأرضية مثلًا أو غيره..). وهكذا وضع الله أنظمة وقوانين روحية لملكوته السماوي فعلي سبيل المثال فوز بني البشر بعطايا الله الروحية يتم وفق نظام روحي وضعه الله، يمكننا التعرف على بعض هذه القوانين الروحية من خلال أقوال الرب في الأناجيل، والتي نذكر منها ما يلي:

* لا نِعَم ولا بركات سمائية تعطى لبني البشر دون سؤال أو طلب، وذلك كقول الرب: "اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ" (مت 7: 7- 8).

* لا فوز بالملكوت إلاَّ لمن يطلبه بلجاجة، وذلك بحسب تعليم الرب لنا أن نطلب في كل صلاة قائلين: "ليأت ملكوتك".

* الفوز بالملكوت هو الهدف الأسمى، وله الأولوية في الاهتمام عن جميع أمور هذه الحياة الأرضية، كقول الرب: "فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (مت6: 31- 33).



* طلبات قد يستجيبها الله، أو لا يستجيبها

يتخيل البعض أن طلبات المؤمن لا بُد أن يستجبها الله، لأنها صادرة من شخص مؤمن، ولكن الله هو الذي يحدد ما يستجيبه من طلبات. فقد لا يستجيب الله طلبات البشر التي تتعارض مع ما ذكرناه سابقًا. فيما يلي بعض الأمثلة على صلوات رفض الله استجابتها:

1 "وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ" (2كو12: 7- 9).

2 "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِهذَا الشَّعْبِ: هكَذَا أَحَبُّوا أَنْ يَجُولُوا. لَمْ يَمْنَعُوا أَرْجُلَهُمْ، فَالرَّبُّ لَمْ يَقْبَلْهُمْ. اَلآنَ يَذْكُرُ إِثْمَهُمْ وَيُعَاقِبُ خَطَايَاهُمْ. وَقَالَ الرَّبُّ لِي: لاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هذَا الشَّعْبِ لِلْخَيْرِ" (إر14: 10- 11).


الاستنتاج
* الصلاة باب الأفراح

يسر الله أن نلجأ إليه بالطلبة والصلاة في كل حين (مع إننا لا نعلم مدى نفع ما نصلي لأجله).

إننا كأبناء نثق أنَّنا حينما نصلي ننال بركة سواء استجاب الله طلباتنا أم لا. والله يريد أن يسعد كل ابن له بإعطائه ما يشاؤه، وهو يعطي، وسيعطي، وقد أعطانا الكثير. أما حينما لا يستجيب الله بعض الطلبات، فذلك لأنه لا يريد أن يعطي إلاَّ ما هو نافع أو صالح (ما يتفق مع مشيئته).

إن الصلاة والطلبة لله العظيم الخالق أمر يتفق مع طبيعة الإنسان الضعيف الذي يحتاج لخالق أعظم يظلل عليه، ويرعاه، ويسدد احتياجاته. إننا نشك في إمكانية امتناع الإنسان المؤمن عن الطلبة أثناء الصلاة (كما يفترض السائل العزيز)؛ لأن الإنسان لا يمكنه أن يتنازل عن تطلعاته ورغباته. إنه شيء مستحيل أن يكون الإنسان بلا رغبات وتطلعات يتمنى تحقيقها؟ وأيضًا لا يمكن لإنسان كبح رغباته وتطلعاته، وهل إن أمكنه ذلك سيكون سعيدًا؟!! بالطبع لا.

إن أعظم فرح يتحقق للإنسان هو ذلك الذي يتحقق له من خلال علاقته بالله خصوصًا عندما يطلب من الله فيأخذ ما شاءه، وحينئذ يفرح لأنه سيشعر أن الله يغمره بحبه، كقول الرب يسوع الصادق: "وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" (يو16: 23- 24).



* افتراض خاطئ

قول البعض بأن البشر يستطيعون أن يغيروا إرادة الله بصلواتهم، وهم. إنهم يتخيلون أن إرادة الله غير محددة وفضفاضة، وتعتمد على هوىّ البشر، إن الله يعلم مسبقًا بالضبط ما سيطلبه البشر، وما يستجيبه من تلك الطلبات قبل أن يطلبوه، لأن الماضي والمستقبل حاضر على الدوام أمام الله، كقول الكتاب: "مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ" (أع15: 18).
  رد مع اقتباس