* استخدام الرسالة أسلوب الإغراء المادي في الرسالة
لقد رفض الكتاب المقدس هذا الأسلوب، لأنه نوع من الرشوة التي تُعمي العينين عن الخطأ كقوله: "وَلاَ تَأْخُذْ رَشْوَةً، لأَنَّ الرَّشْوَةَ تُعْمِي الْمُبْصِرِينَ، وَتُعَوِّجُ كَلاَمَ الأَبْرَارِ" (خر23: 8).
أسلوب الإغراء كما جاء في الرسالة يُرسي مبدأ ضرورة مكافأة من يطيع الله بمكافآت أرضية، وأيضًا عدم تعرضه لضيقات زمنية، وهذا ضد تعليم الكتاب، الذي أكد تعرض المؤمنين لصعوبات وضيقات كثيرة، ولكنها تتحول للخير بنعمة الله وتدبيره. فيما يلي بعض الأمثلة، التي تؤكد هذا المبدأ الكتابي:
1- "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِب مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ" (يع1: 2- 4).
2- "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو8: 28).
ثالثًا: خطورة تأثير الرسالة على المعتقدات الإيمانية
إن أمر الراسل المجهول بإرسال الرسالة لـ20 شخصًا، ثم العشرون شخصًا كل منهم يرسل الرسالة لعشرين آخرين، وهكذا... يتسبب في ضرر كبير لأعداد كبيرة من المخدومين، ولهذا يجب علينا البحث في التأثير الخطير، التي تحدثه الرسالة في نفوس من يتلقى الرسالة دون وعي، وكأنها من العذراء مباشرة. فيما يلي نشرح ذلك بالتفصيل:
* تضليل الكثيرين عن طريق تقديم مفاهيم عقائدية خاطئة
وهذا قد تم شرحه بالتفصيل في النقطة السابقة.
* بث روح الخوف (العبودية) نتيجة استخدام الراسل المجهول التخويف والتهديد
بَالَّغ الراسل في تغليظ العقوبة، وعَجَّلَ ميعاد حدوثها في القول: "لو ما كتبتهاش تعيش 12 سنة في تعاسة تبدأ من صباح الغد". لقد وضع الراسل من يتلقى رسالته المُضلة في ورطة إذا لم يطع تعليماته.
فمن لا يطيع يعيش في تعاسة مدة 12 سنة كاملة أو 12× 12=144 شهر، أو باليوم 365 × 144=... وللأسف.. لم يترك الراسل فرصة من الوقت لمن تصله رسالته ليتأكد من صدق الرسالة. وذلك بغرض أن يُربكه بضرورة إطاعة الأمر سريعًا ودون تفكير، وإن لم يفعل ذلك يلاحقه الخوف من عقاب العذراء القديسة له، لأن التعاسة ستبدأ من الصباح.