عرض مشاركة واحدة
قديم 14 - 12 - 2021, 02:10 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل الاختبار الشخصي أو العلاقة الشخصية مع الرب يسوع المسيح هي ثمرة وهم وإيحاء،

رابعًا: الحكم على صدق الاختبار الشخصي
* علاقة روحية مدركة بالحواس

تظهر حقيقة وصدق العلاقة الشخصية للإنسان مع الله من خلال تأثيرها، فمع أن العلاقة مع الله هي علاقة روحية ناتجة عن تأثير روح الله غير المرئي في الإنسان، والذي شبهه الرب يسوع بالريح التي لا ترى. لكن أي عاقل لا ينكر وجودها لأنه تأثيرها مدرك بالحواس، كقول الرب يسوع: "اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ" (يو3: 8).

إن الريح تُدرَك بقوة تأثيرها؛ فما تحدثه من صوت، أو حركة للرمال والأتربة أو الأشياء التي تعترض طريقها تشهد لحقيقة وجودها.



* أمثلة حية تشهد لحقيقة الاختبار الشخصي مع الله

من يقدر أن يشكك في صدق اختبار وأحاسيس المرأة السامرية، أو زكا العشار بعد تعرفهما على الرب يسوع. لا أحد تَجَوّلَ في داخل قلبيهما.. لكننا أدركنا صدق اختبارهما من قوة التأثير الذي طرأ على حياتهما.

لقد ذهبت السامرية بعد أن شفيت من مرارة عار وخجل الخطية لتكرز لأهل السامرة مدفوعة بقوة وفرحة التوبة قائلة: "هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟. فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ" (يو4: 29- 30).

أما زكا الذي تملك الطمع وحب المال على قلبه؛ فقد تبدل حاله وطبعه بلقاء واحد مع الرب يسوع، وصرخ في توبة قائلًا: "فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" (لو19: 8).
الاستنتاج
إن الإيمان المسيحي لا ينشأ في لحظة من الزمان نتيجة الإنصات لواعظ يجيد فنون البلاغة، أو لدية معرفة بفنون علم النفس، وطرق الإيحاء النفسي. لكنها خبرة بُنيت على أساس كشف روح الله القدوس عن حقيقة شخص المخلص، وتتأكد من خلال خبرة حياة يومية تنمو شيئًا فشيئًا على مدى الحياة الشخصية بكل ظروفها وتفاصيلها.

يتجلى صدق إيمان القديسين المؤمنين من خلال تمسكهم بإيمانهم حتى الدم، وسلوكهم بقداسة تنير ظلمة الضلال الذي في العالم كما يضيء نور السراج لمن حوله.

لقد عبر معلمنا بولس الرسول عن صدق اختباره الشخصي، وتمسكه بالمسيح الرب بكلمات واضحة لا تحتمل الشك قائلًا: "مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ" (رو8: 35- 36).
  رد مع اقتباس