عرض مشاركة واحدة
قديم 14 - 12 - 2021, 02:06 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: - بماذا نجيب المشككون

خامسًا: حكمة الله الصالحة لا يعوقها الشر
* أفضلية الحكمة

الحكمة قوة جبارة تُمَكِّن الإنسان من استعمال ما يظنه شر لخيره. لقد سخر الإنسان الكثير مما كان يظن أنه شر لخيره، فمثلًا: سخر الإنسان فيضان الأنهار والسيول في توليد الطاقة الكهربائية، وأخرج من سموم الحيوانات السامة أدوية شافية. ومن يريد المزيد من هذه الأمثلة يمكنه أن يتعرف على ما لا حصر له منها من خلال الحياة اليومية. لقد بين الحكيم أفضلية الحكمة على القوة قائلًا: "فَقُلْتُ الْحِكْمَةُ خَيْرٌ مِنَ الْقُوَّةِ.." (جا9: 16). وأظهر أيضًا قدرة الحكمة قائلًا: "... أَمَّا الْحِكْمَةُ فَنَافِعَةٌ لِلإِنْجَاحِ" (جا10: 10).



* حكمة الله الفائقة

حكمة الإنسان قادرة ومؤثرة، وتنقذه من الكثير من الشدائد والضيقات، وتضمن له حياة ناجحة، ولكن كم وكم تكون حكمة الله غير المدركة، والتي قيل عنها: "لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ الرَّبِّ" (أم21: 30). إن الله هو مصدر كل حكمة، بل هو الحكمة نفسها، وهو القادر أن يحول كل الأشياء لخير أحبائه، كقول الكتاب: "وَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ جَمِيعَ الأُمُورِ تَعْمَلُ مَعًا لأَجْلِ الْخَيْرِ لِمُحِبِّيهِ، الْمَدْعُوِّينَ بِحَسَبِ قَصْدِهِ" (رو8: 28).

سادسًا: مشيئة الله الصالحة
* أفكار الله تختلف عن أفكار البشر

كثيرًا ما يقيس البشر الخير والشر بمقاييس مادية أرضية، وقتية، بحتةٌ، ولكن الله لا يفوته شيء، فهو يريد خير الإنسان روحًا ونفسًا وجسدًا في الحاضر والمستقبل، ولا ينسى الله ما يتعلق بحياة الإنسان الأبدية، التي لها أولوية خاصة لديه.

لقد علمنا الله أن نطلب في الصلاة الربانية مشيئته، لأنها النافعة والمُثلى لنا، وقد ذكر الكتاب أن الرب يسوع انتهر بطرس لأنه لم يطلب مشيئة الله الصالحة، واستنكر أن يصلب الرب من أجل خلاص البشر؛ فوبخه الرب قائلًا له: "... فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلًا: اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا ِللهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ" (مر8: 33).



* مقاصد الله سلام وآخرة صالحة

إن عدم معرفة قصد الله من سماحه ببعض الأحداث والشدائد، التي تعترض حياة الناس، قد تؤدي بهم إلى الحيرة في تفسير سبب حدوثها، وقد يضطربون مما ستُحدِثَه الأحداث من نتائج، لكن هذا لا ينفي حقيقة صلاح الله وحكمته وقدرته على إتمام الخير لمن يحبونه.

لقد سمح الله بسبي شعب إسرائيل على يد ملك بابل، وذلك بسبب كثرة شرورهم، ورفضهم لله، وبالطبع اعتبر الكثيرون منهم في ذلك الحين أن ذلك شر، ولكن الله كان ينتظر أن تتحقق توبتهم ورجوعهم من وراء هذا ليتمتعوا بآخرة صالحة، قد أعدها الله للأمناء منهم كقوله: "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً" (إر29: 11).

  رد مع اقتباس