عرض مشاركة واحدة
قديم 14 - 12 - 2021, 01:44 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: - أوصى الرسول بولس المتزوجون

م عن وصية أو أمر إلهي
* النص الإنجيلي

"وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ" (1كو7: 10- 11).

* مصطلحات هامة في النص

كلمة "فأوصيهم لا أنا بل الرب" التي وردت بالنص مشتقة من كلمة وصية، والتي تترجم بالإنجليزية (command) وتعني يأمر، وكلمة وصية تترجم بالإنجليزية commandment))، وهي مصطلح يطلق على أوامر الله الموحى بها للبشر كالوصايا العشر التي أعطاها الله لشعبه على يد موسى النبي، وهذه الوصايا يجب طاعتها، ومخالفتها تعدي وخطيئة في حق الله، وخير مثال لذلك قول الوحي الإلهي: "مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي" (تك26: 5).

* المقصود بكلمة "الرب"

هو الرب يسوع المسيح الذي أوصى بعدم الطلاق.

* فئة الناس التي وجه الرسول كلامه لها

هم فئة المؤمنين المتزوجين من أهل كورنثوس.

* مضمون رسالة الرسول لهذه الفئة

بعث الرسول للمتزوجين المؤمنين في كورنثوس؛ ليؤكد لهم وصية وأمر الرب بتحريم الطلاق، كقول الرب يسوع المسيح: "وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ... إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي" (مت19: 5- 9).



* سبب قول الرسول: "لا أنا بل الرب"

أراد الرسول أن يؤكد أن الوصية بعدم طلاق المتزوجين ليست حديثة، ولكنها قديمة وثابتة، ولا مجال لمناقشتها، لأن الرب يسوع المسيح نطق بها، وسجلها القديس متى الرسول في بشارته، لأنها وحي إلهي مقدس لا يجوز مخالفته.


رابعًا: العدد الثاني عشر وحتى السابع عشر يتكلم أيضًا عن وصية إلهية
* النص الإنجيلي

"وَأَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، فَلاَ تَتْرُكْهُ. لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ... وَلكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هذِهِ الأَحْوَالِ، وَلكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ، هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟ غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ، كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ، هكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ" (1كو7: 12- 17).



* المصطلحات الهامة بالنص

"ليس الأخ أو الأخت مستعبدًا" أي هو حرٌ وغير ملزمٍ بهذه الزيجة. "هكذا أنا آمر في جميع الكنائس" أي أن ما تكلم به الرسول من تعليم هو وصية يجب على المؤمنين في جميع الكنائس الالتزام والعمل بها.



* فئة الناس التي وجه الرسول كلامه لها

هم المؤمنون المتزوجون الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح، لكن زوجاتهم أو أزواجهن لم يؤمنوا بعد.

جاء كلام الرسول في هذا النص على سبيل الوصية الإلهية الإنجيلية مثل وصية الرب بعدم جواز الطلاق إلاَّ لعلة الزنا.

وبرهان ذلك أن الرسول يأمر هذه الفئة بالالتزام والطاعة بهذه الوصية، كقوله في العدد السابع عشر: "وهكذا أنا آمر في جميع الكنائس"، لقد جعل الرسول من قوله أمر أو وصية إنجيلية، يجب أن تطاع في جميع الكنائس التي يبشر فيها.

وهكذا صار مخالفة أمر الرسول خطأ وتعدي على وصية إلهية، أي أنها لها نفس أهمية الوصايا الإلهية لأنها وحي إلهي من يخالفه يخطأ في حق الله.



* سبب قول الرسول: "أنا لا الرب"

خشى الرسول أن يظن الرجال المؤمنين بعد إيمانهم بالمسيح أن علاقتهم بزوجاتهم غير المؤمنات محرمة (زنا) فيطلقوهن بُناء على وصية الرب يسوع بجواز الطلاق في حالة الزنا، ولذلك ميز بين الوصية القديمة التي تركها الرب يسوع والتي أكدها الرسول في العدد العاشر، وبين الوصية الجديدة بخصوص الوضع الجديد، الذي استحدث بسبب دخول غير المؤمنين الإيمان المسيحي واصفًا تلك الوصية بقوله: "فأقول لهم أنا لا الرب".


‏خامسًا: العدد الخامس والعشرون ويتضمن رأيًا موحى به من الله للعذارى
* النص الإنجيلي

"وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا" (1كو7: 25).

* فئة الناس التي وجه الرسول كلامه لها

هم العذارى والرجال غير المتزوجين من أهل مدينة كورنثوس، الذين أراد القديس بولس الرسول أن يحثهم على حياة البتولية والتكريس لله.



* المصطلحات الهامة

أعطي رأيًا؛ الرأي ليس ملزمًا لأنه يحتمل العمل به، أو عدم العمل به حسبما يقتضي الوضع، وبالطبع عدم الالتزام بتنفيذه ليس خطيئة.

كلمة رأي تعني أيضًا مشورة، وترجمت في اللغة الإنجليزية (counsel or opinion). ليس عندي أمر من الرب فيهن: أي لا يوجد وصية ملزمة يجب العمل بها.



* المعنى المقصود

قول الرسول أعطي رأيًا يشير لنصحه العذارى بعدم الزواج، والعيش كبتولين إن أمكن، وهذا الرأي هو رأي موحى به من الروح القدس لفائدة العذارى، لكنه ليس أمرًا ملزم لجميع العذارى بالتبتل، ولهذا جاء على سبيل الرأي وقد وترجمت هذه الكلمة في الإنجليزية opinion أوcounsel أو judgement. إن مخالفة العذارى لرأي الرسول بزواجهن ليس خطيئة؛ كما هو الحال في مخالفة وصايا أو أوامر الله مثلًا في حالة الطلاق إلاَّ لعلة الزنا، والتي تعتبر شريعة يجب الالتزام بها كما شرحنا سابقًا. لقد بين الرسول أهمية وفائدة رأيه بقوله: "فَأَظُنُّ أَنَّ هذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ، أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هكَذَا: أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ الانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً" (1كو7: 26- 27). لكنه عاد وأوضح أن رأيه غير ملزم لجميع العذارى بقوله: "لكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلكِنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ" (1كو7: 28).


سادسًا: العدد التاسع والثلاثون وموضوعه رأي موحى به للأرامل
النص الإنجيلي

"الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ، فِي الرَّبِّ فَقَطْ. وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ" (1كو7: 39- 40).

يشير الرسول العظيم على الأرامل بنفس المشورة التي خصّ بها العذارى، وبالطبع هذا الرأي هو موحى به أيضًا من الله بالروح القدوس.


الاستنتاج
ما قدمه الرسول من وصايا أو رأي قدمه بوحي من الروح القدس كرسول استأمنه الله على رعاية شعب المسيح كقوله، عن نفسه: "كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا" (1كو7: 25). لقد أوجز الرسول الأمين الشهادة بصدق تعاليمه الموحاة بالروح القدس في العدد الأخير من الإصحاح السابع قائلًا: "وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ" (1كو7: 40).
  رد مع اقتباس