عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 12 - 2021, 11:18 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: آدم أبونا آدم | الإنسان الأول | أدم الأول

كما نجد مقارنة بين ارتباط الجنس البشري بآدم (وراثة الخطية الأصلية/الخطية الجدية)، وارتباط المفديين بالمسح، وذلك في رومية (رو 5 : 12-21). والموضوع هنا هو عمل المسيح في الفداء، فخطية آدم قد جعلت كل الجنس البشري تحت الدينونة والموت، (ولا يذكر هل هو موت روحي أو جسدي، وإن كان الأرجح أنه يعني الاثنين. كما أنه ليس ثمة اختلاف بين هذا الجزء بتأكيده على عمل آدم عملًا خاطئًا، وبين (1 كو 15: 45-49) حيث يؤكد على طبيعة آدم الخاطئة، وحيث لا ذكر لخطية آدم ولعمل المسيح الكفاري، وإن كان الأمران يشكلان أساس الحوار) . وهو تفسير منطقي لشمول الخطية لجميع الناس، كما يذكر في أماكن أخرى [مثلًا (رومية 3: 9-23)]. فعندما تعدى آدم دخلت الخطية إلى العالم. ويرى بولس أن الخطية قوة جبارة لها تأثيرها على جميع الناس حتى فيمن سيتبررون (رومية 7)، إلى أن تدخل المسيح تدخله الفعّال. وهذا يشرح التأثيرات الرهيبة القاتلة التي للوراثة، فهو يبين بوضوح مسئولية الفرد الأدبية في قوله: "اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية 5: 12). لكن الموضوع الرئيسي في (رومية 5) هو المفارقة الواضحة بين آدم والمسيح باعتبارهما رأسين للجنس البشري، وهذه المفارقة الحادة بين أثر خطية آدم الواحدة في التعدي، وبين بر المسيح الواحد، فلا يوجد تكافؤ بين الاثنين، فعمل المسيح يفوق بما لا يُقاس، في نتائجه النهائية. وعمل المسيح كان هبة مجانية مِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ، كان يجب - منطقيًا - أن تنال قصاصها العادل. وهذه الهبة المجانية -التي لا يستحقها الإنسان في ذاته- جاءت للإنسان بالتبرير والغفران والحياة. والتركيز هنا هو على نعمة الله المجانية التي ملكت، وجعلت من موقف الموت، موقفًا للحياة بعمل المسيح الكامل، فصار الرأس الروحي الجديد للبشرية المستردة، وذلك بالمقابلة الواضحة مع آدم الذي كان الرأس الطبيعي الأول للجنس البشري. ولكن ينبغي على الإنسان أن يستفيد من هذه النعمة ويحافظ عليها بحياة التوبة وممارسة وسائط النعمة، وإلا سيضيع كما ضاع كثيرين، حتى من داخل المجال الروحي، أو هؤلاء الذين صنعوا معجزات وهلكوا. كما يوضح الكتاب: "فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 11: 22).

وثمة ملحوظة أخيرة هي أنه في كل هذه الإشارات لآدم في العهد الجديد، نجد أن المسيح وتلاميذه قد أقروا بالحقيقة التاريخية عن وجود آدم، الإنسان الأول، وسقوطه كما هو مدون في الأصحاحات الأولى من سفر التكوين. فهو ليس شخصية أسطورية كما يدَّعي البعض.
  رد مع اقتباس