عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 12 - 2021, 11:18 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: آدم أبونا آدم | الإنسان الأول | أدم الأول

3- المفهوم الكتابي:

تذكر خليقة الإنسان بكل دقة وتفصيل في سفر التكوين، فهو ليس الله، ولم يأخذ شيئًا ماديًا من الكائن الأسمى أو من أي كائن سماوي. كما أنه منفصل ومتميز تمامًا عن كل صور الخليقة الأخرى، فهو الكائن الوحيد الذي "نفخ الله فيه نسمة حياة" (تك 2: 7). ونقرأ عقب كل مرحلة من مراحل الخلق هذه العبارة: " ورأى الله ذلك أنه حسن" (تك 1: 10، 12، 18، 21، 25)، أما بعد خلق الإنسان فنقرأ: "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداُ" (تك 1: 31). وفي ذلك إشارة الى أن خلق الإنسان هو ذروة الخلق وغايته، فالإنسان هو المخلوق الذي يقف على الخط الفاصل بين الله وبين سائر الخليقة، فهو من تراب الأرض ولكنه خلق على صورة الله وأعطى سلطانًا على كل الأرض.

وهناك آراء كثيرة لتفسير عبارة "على صورة الله"، ولكن أكثرها قبولًا هو أن الإنسان خلق كائنًا روحيًا مستقلًا، له إمكانية الشركة مع خالقه، التي نجد الإشارة إليها في اللقاءات عند "هبوب ريح النهار" (تك 3: 8). فالإنسان شغل مكانة سامية في خليقة الله حتى قال المرنم متعجبًا : "من هو الإنسان حتى تذكره … وبمجد وبهاء تكلله. تسلطه على أعمال يديك …. " (مز 8 ) المجد والجلال لله وحده (مز 8: 1، 9). ولكن عصيان آدم شوه هذه العلاقة. ولنلاحظ أن الخطية لم تكن أصلًا في الإنسان، بل كانت غريبة عنه قبل السقوط، ولكنها بدخولها إلى العالم، دمرت كل ما هو صالح، ليس في الإنسان فحسب، بل في الخليقة. وكلمة " الإنسان " في التكوين (تك 3: 22) تعنى أن ما حدث قد شمل الجنس البشري كله.
  رد مع اقتباس